عبدالعزيز بن سعود المتعب
في مناحي الحياة يقتنع الكثير من الناس في ما تُفضي إليه محصلة خطواتهم في منعطفات اللا رجوع للطرف الآخر، لأسباب متعددة قد يكون اليأس أحدها وتحديداً في الشأن العاطفي، إلا أن الشعراء والشاعرات «يستثنون» من ذلك استناداً إلى قصائدهم، ربما لأن إحساسهم العالي جلي في الصدق والرقة والتضحية والإيثار، لذا فإن حبهم غير مُعلّق على شرط في التطلُّب كنضارة الشباب وفتنة الجمال وما إلى ذلك، يقول الشاعر الأمير عبدالله الفيصل- رحمه الله:
لو فات لك تسعين بالعمر ما شنت
في عين نفسٍ علّقت بك رجاها
وعن الوفاء الأزلي وعدم نسيان الحبيب ومراعاة مشاعره إلى درجة العهد على ذلك مدى العمر يقول الشاعر مساعد الرشيدي - رحمه الله:
حلفت لا ما أقولها لك وأنا حي
إلا إذا قلت انسني قلت لك لا
ولأن الوفاء ليس له رد إلا الوفاء لمن يستحقه، فإن الشاعر حمد المغيولي - رحمه الله- اقتصر حب قلبه الصادق على الحبيب دون غيره طيلة عمره بقوله:
حرام الهوى غيرك من الناس ما يلزم
إلى صرت غيري ما تلد النظر يَمّه
وتفعيلاً لأزلية الحب الذي لا يُشكِّل اليأس الحائل فيه دون لقاء المحب بالمحبوب قيمة تُذْكر تقول الشاعرة «فتاة نجد»:
لو غبت ما غاب طول العمر هوجاسك
مشاعر الود تسرح معك وتجيبك
كما تجسّد الشاعرة «أغاريد السعودية» الحب الحقيقي الرقيق حتى لو تلاشى كل أمل فيه، فقد أبقت على ذكرى من تحبه طيلة عمرها بقولها:
يا ما على ذكراك قَبّلْت ما طاك
حبك بقلبي باقيٍ له بقايه
- وقفة:
من قصائدي القديمة:
إن كان للحرمان بالعمر عنوان
فهو فراقك بعد قصة غَلانا
أغنيتني بالحب عن كل إنسان
سنين مَرّت مثل حلم بهنانا
يا ما ضوينا شموع حلمٍ لنا كان
ثابت مثل نجمٍ بعالي سمانا
ما هزّته ظروف وجروح وأحزان
بس القدر ما جاء على مبتغانا
عشنا العمر ما همّنا زان أو شان
جاني وجاك من الألم ما كفانا
كنّا ونبقى لبعضنا طول الأزمان
بصدق المحبة عاليٍ مستوانا