د. خيرية السقاف
ربما تذهب به العزلة إلى مرافئ اغتراب آمنة
لا تخطر بباله..
ربما في توحُّده مع ذاته بكامل خلجاتها،
في صمتها، مع نداءاتها،
بلمحات فكرها، وفي توجساتها،
حين غفلتها، وانتباهاتها،
ما يثريه، ويعطيه..!
عطاء ذاته لذاته ليس خطيئة..
ولن يكون في حالها أنانية!..
كما إنه على الأوجه المختلفة ليس اغترابا محضا!..
حين تتكلم كل التفاصيل من حوله،
وتضج غربته بأنوائها..
حين تغترب ذاته عن الذوات الأخرى دون أن تشق نفقا،
وتندحر في مغبته..
ودون أن تبني قلعة،
وتنأى بوحدتها..
موجود في الأنحاء،..
لكنه ينجو بعزلته
حين الشبع بطرٌ يتخم،
والبريق سرابٌ يخاتل،
والعطور ماء آسنٌ،
والكلام الطيب غطاء،
والأسوار تعلو، وتسمك
بين ومضة صبح،
وظلمة ليل..
ينجو في غربته عن الأبواق،
وابتعاده عن الأشلاء،
واتقائه حمم الأنواء سلام،
وسواد أدخنة الأفران
ووحشة أنفاق المدافن!..
سلامٌ..سلام
تلوذ إليه ذاته
حين «طوبى للغرباء»..