سلطان بن محمد المالك
قبل خمسة أعوام تقريباً وخلال الزيارة الناجحة لولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان للصين لتوقيع عدد من الاتفاقيات والمعاهدات بمجالات عديدة مع الصين، كان من ضمن برنامج الزيارة للوزراء المرافقين لسموه وكبار التجار والإعلاميين لقاءات وورش عمل مع النظراء من الحكومة والشركات الصينية، وفي منتدى تم تنظيمه عن الاستثمار بين البلدين والحديث عن رؤية السعودية 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية، وبحضور عدد من رجال الأعمال والإعلام الصينيين كان معالي وزير الاتصالات وتقنية العلومات السابق الدكتور محمد السويل مشاركاً مع بعض الوزراء على المنصة الرئيسية. كنت في حينه بمعية معاليه ضمن وفد الوزارة الرسمي، وحينما بدأت الجلسة وجاء دور معالي الوزير للتحدث فاجأ الجميع بمقدمة حديثه بالترحيب باللهجة الصينية، وكان الجميع يتوقع أنه يتحدث من باب المجاملة بكلمات بسيطة ترحيبية؛ إلا أن المفاجأة كانت عندما استأذن الجميع بأن يكمل حديثه ونقاشه باللغة الصينية التي يجيدها بطلاقة تامة. بعد نهاية حديثه وتقديم عرضه صفَّق له الحضور وخصوصاً الصينيين بحفاوة وتقدير. وبعد نهاية الورشة تسابق الصينيون للحديث مع معاليه وإبداء إعجابهم وتقديرهم له لإتقانه لغتهم.
الشعب الصيني مثله مثل بقية الشعوب حول العالم يقدرون ويحترمون من يتحدث لغتهم ويعتبرون ذلك احترامًا وتقديرًا لهم ولدولهم. وما دفعني لاستعراض المقدمة السابقة هو ما شاهدته الأسبوع الماضي بعد إطلاق وزارة الطاقة السعودية لموقعها الإلكتروني الجميل المعد باحترافية متناهية، فقد جمع بين المحتوى الثري والتصميم الجميل وسلاسة العرض، والمذهل في الأمر هو شجاعة الوزارة وإبداعها في إدراج لغة ثالثة في موقعها الإلكتروني لم نعتد عليها في المواقع الإلكترونية الرسمية وهي اللغة الصينية. والوزارة في هذه الخطوة تؤكد احترافيتها في العمل واهتمامها بعيد النظر، حيث تعتبر الصين والشركات الصينية من أكبر العملاء الحاليين ومن الأسواق المسهدفة لقطاع الطاقة في المملكة، واستهداف هذه الشريحة بمخاطبتهم بلغتهم يعد عملاً احترافياً نجحت فيه الوزارة بامتياز وسبقت غيرها فيه. وأعلنت الوزارة أنها أطلقت موقعها الجديد بثلاث لغات بما يلبي احتياجات وتطلعات الجمهور المستهدف للمتحدثين بتلك اللغات.
مثل هذه الخطوة التي قامت بها وزارة الطاقة مهمة للغاية لكل جهة حكومية أو شركة من القطاع الخاص يكون سوقها المستهدف خارج المملكة، وذلك من خلال تسهيل توفير المعلومة للزائر والمستثمر الأجنبي والتحدث معهم بلغتهم. كل التقدير والاحترام لفريق عمل الوزارة بقيادة عقلها المدبِّر ومحركها المبدع دوماً سمو الأمير الوزير عبدالعزيز بن سلمان.