د.محمد حسين القحطاني
في فترة من الزمن، كانت متطلبات التجميل، المتطلبات الأساسية، كعمليات جراحية تجميلية، تقتصر على إصلاح خلل ناتج عن عيوب خلقية، كالشفة الأرنبية، أو عمليات جراحية تجميلية، لأشخاص تعرضوا لحادث ما وكانت تحتاج لبحث طويل للوصول لطبيب جراح متمكن، ذو خبرات عالية.
ومع التطور السريع الذي وصلنا إليه، بجميع المجالات الطبية والعلمية والعملية، وتطور وسائله ودخول السوشل ميديا، التي باتت مؤثرة في نفوس الكثيرين.
في المقابل التوسع الجغرافي وازدياد الأطباء الممارسين الذين تعلموا في أفضل الجامعات العالمية، كأطبائنا السعوديين، وتوفر الأجهزة الحديثة والتقنيات الهائلة، أثبتت المملكة العربية السعودية، أنها لا تقارن بأي مكان في العالم.
ويعود ذلك لدعم حكومتنا الرشيدة في جميع المجالات وأولها التعليم والصحة، كدولة استثنائية تعاملت مع جائحة كورونا، في أزمة عالمية، ووضعت أولياتها الإنسان أولاً ولم تفرق بين مواطن ومقيم وحتى مخالفي الإقامات. والعلم والتعليم بلا شك مردوده ثمين.
جاء الطب التجميلي وجراحاته أحد القطاعات المهمة في المملكة، وبتطوراته وخبرة أطبائه، ليكون حلاً لكثير من المشكلات التجميلية، والذي بدوره يعيد ثقة الإنسان بنفسه، وشكله الخارجي، ولم يقتصر فقط على النساء بل شمل الرجال أيضاً كذلك لم يقتصر أيضاً على فئة كبار السن فشمل فئة الشباب كذلك.
وقد أسهمت السوشل ميديا بجميع وسائلها التي تظهر الآخرين بصور لافتة وجميلة على تزايد الإقبال على عمليات التجميل ومنها التطبيقات التي تعمل على تصفية البشرة وتعديل الأنف، أو تقليل حجم الوزن وإخفاء العيوب في الوجه والجسم لتكون الصور التي ينشرها الكثير صوراً جميلة كصور سيلفي وصور المشاهير وتداولها بين الجمهور الذي يعبر بدوره عن جمالهم وكثيراً ما يصادف على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً حصدت عدداً كبيراً من اللايكات، والكثير أيضاً يسأل عن طبيب التجميل.
إذاً العلاقة بين السوشل ميديا وطبيب التجميل علاقة مفيدة للطرفين مما زاد الإقبال على هذه العمليات التي لم تقتصر كما ذكرت في بداية المقال على إصلاح العيوب والتشوهات الخلقية.
مع تطور العلم وتأثير السوشل ميديا تغير هذا المفهوم، وأصبح مفهوم الجمال، معني ومتاح للجميع وتحول الإقبال على جراحات التجميل كظاهرة.
في الوقت نفسه تتدخل الأمانة الطبية والأخلاقية لدى الطبيب عند زيارة كل مريض أو مريضة لعيادته ومناقشته مناقشة صريحة بقراره قبل الدخول لأي عملية جراحية تجميلية ويضع الجراح شرحاً كاملا ومفصلاً للوضع الصحي والتجميلي للخروج بنتيجة مرضية. فليس كل صورة يحملها مريض، تطبق على الواقع.