المتأمل في أحداث البشرية عودة المجريات من جديدٍ على هيئة صور مختلفة داخل الإطار نفسه!
وقد يغفل البعض في معرفة الدوافع الكامنة وراء حدوث الأسباب، وتفاصيلها، والوقوف عليها وقفةً من خلالها نستنبط الحلول للمضي قدماً أو التوقف عندها برهةً، تذكرت حينها عندما طرحت علينا معلمة الصف بالمرحلة المتوسطة تساولاً مفاده: ما الجدوى من دروس التاريخ؟! فصمت الجميع، ثم تفوهت إحداهن: «لا فائدة منه؛ فالماضي رحل، والأهم هو المستقبل»؛ فثارت ثائرتي، واستئذنت من المعلمة ووقفتُ قائلةً: «التاريخ هو الذي سيكتبنا غداً للأجيال إذا فُهم محتواه وسار بمجراه الصحيح، كيف لي ولكِ ولمن في هذا الصف أن يفهم مستقبلاً تاريخه وتاريخ أجداده، ومجتمعه، ووطنه الذي يعيش فوق أرضه إلا من خلال ماضيه.. كيف لنا بمعرفة كيف كانت بلادنا صحراء يسودها الشتات إلى أن قيضَ الله الملك عبدالعزيز؛ فوحد ارجاءها تحت راية التوحيد؟!.
عموماً التاريخ تنبثق منه أضواء الخبرة ورائحة بيوت الطين وعرق الأجداد وكفاحهم..
إذن دروس التاريخ هي نتاج الحياة، على أساسها إما توظيفها لمصلحتنا أو لتقليم مجهوداتنا الماضية!.
** **
- دلال بنت زيد آل معدي