قيل لأحدهم قديمًا كيف تعرف الرجال؟ فقال بحنينها إلى أوطانها...
وقبل ذلك في كتاب الله الكريم {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ} فساوت الآية الكريمة بين قتل النفس والخروج من الديار، لأن حب الوطن لا يعدله حب...
ومثل ذلك قول نبينا الكريم حين أخرج من مكة المكرمة (والله إنكِ أحب البلاد إلى الله، وأحب البلاد إليَّ، ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت).
ولا أنسى المقولة الشهيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- حينما قال (فالإنسان إذا لم يكن وفياً لمسقط رأسه لا يكون وفياً لوطنه)، وهكذا حب الوطن ومسقط الرأس لا يعدله حب، بل هو حب محمود يرتقي بصاحبه في مراقي السمو والنبل...
أقول هذا الكلام مسجلاً إعجابي بما كتبه معالي الشيخ عبدالرحمن بن إبراهيم أبو حيمد، عن مسقط رأسه عودة سدير الغالية في كتابه عودة سدير الإنسان والمكان حيث إنَّ مثل هذه الكتب التي تكتب بعبارات علمية، وأسلوب راقٍ متين بعيدًا عن العصبية أو المناطقية فهي تخدم تاريخ الوطن وتراثه.
وفي الوقت نفسه الذي كتب معالي الشيخ هذا الكتاب عن مسقط رأسه لم يقصر -حفظه الله- في تقديم الخدمة لكل شبر من أرجاء هذا الوطن في دعم مشروعات النفع العام محققًا تطلعات وتوجيهات ولاة الأمر حفظهم في الدور المشرف لرجال الأعمال في خدمة الدين والوطن.
أقول هذا وقد أثلج صدري تبرع معاليه الكريم بجهازي غسيل كُلَى لمستشفى تمير العام، وقلت في ذلك أبياتًا من الشعر، سائلاً الله أن يحفظ معالي الشيخ وكل محب لثرى هذا الوطن الطاهر وأن ينفع بهم:
لك الأشعارُ تبتسمُ
وطاب الحرفُ والكَلِمُ
يدٌ بيضاءُ نعرفها
وفيها الجودُ والكرمُ
فشكرًا أيها الوافي
فبالخيراتِ تتسمُ
تواسي مَنْ شكا بؤسًا
ومَنْ قد مسَّهُ السقمُ
وترحمُ كلَّ مُحتاجٍ
وأيتامًا قد انحرموا
بلادُ الخيرِ تخدمها
فأنت مواطنٌ عَلَمُ
فأنعمْ فيك من رجلٍ
وفي الأقوامِ تُحترَمُ
عسى الوافي بعافيةٍ
ودامت فيكم النِعَمُ
لكم من خافقي حُبِّي
ويروي حِسِّيَ القلمُ
أقولُ مُكرِّرًا: شكرًا
من الخفَّاقِ تُستلَمُ
** **
- عبدالله بن سعد الغانم - تمير