الشيخ الدكتور محمَّد بن عبد الله زربان رحمه الله وافتْه المنيَّةُ يوم الجمعة 27 من ذي الحجّة لعام 1442هـ ، الموافق 6 أغسطس 2021م. وكان الشَّيخ رحمه الله إمامًا وخطيبًا بمسجد قباء بالمدينة المنورة، ومشرفاً للشّؤون المالية والإدارية بالجامعة الإسلامية، ورئيسًا للدّورات التّدريبيّة الّتي كانت الجامعة الإسلاميّة تُقيمها في عدد من ولايات نيجيريا، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.. آمين.
ابْكِ القريضُ وَأَبْكِ الْيَوْمَ أَوْطَانَا
فَالْيَوْمَ نَنْعَى سَفِيرَ الخَيْرِ (زَرْبَانَا)
قَدْ عِشْتَ دَوْمًا سَلِيلَ الْمَجْدِ حَائِزَهُ
تُهدِي مِنَ الْخَيْر لِلْأَجْيَالِ أَطْنَانَا
مَا كَلَّ سَعْيُكَ يَوْمًا بَيْنَنَا.. وَغَدَتْ
آثَارُكُم بَيْنَنَا ذِكْرَى وَسُلْوَانَا
فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ مِنْ أَرْضِنَا ذِكْرَى
تَسْمُو بِمَجْدِكُمْ شُكْرًا وَعِرْفَانَا
أَحْيَيْتَ جيلًا مِن الأَفْذَاذ قَدْ صَعِدُوا
نَحْوَ الْعُلا وَغَدَوْا يَرْجُون رِضوَانَا
أَحْيَيْتَ جِيلًا مِنَ الشُّبَّان قَدْ نَشَرُوا
مِنْ كُلِّ لَوْنٍ مِنَ الْخَيْرَاتِ أَلْوَانَا
الجْوُدُ عِنْدَكَ طَبْعٌ لا تُكَلِّفُه
تُعْطِي كَأَنَّكَ مَنْ أُولِيتَ إِحْسَانَا
حَيِّ الخْطِيبَ وحَيِّ حِكْمَةً نَطَقَتْ
بِهَا الْمنَابِرُ أَنْسَتْ ذِكْرَ (سَحْبَانَا)(1)
فغَادَرَ الْفَارِسُ المْقِدْامُ سَاحَتَهُ
حَتَّى كَأَنْ لَا نَرى في السَّاحِ فُرْسَانَا
وَأَصْبَحَ الْكُلُّ يَبْكِي فَقْدَ فَارِسِهِ
وأَصْبَحَ الْكُلُّ تَيْهَانًا وَحَيْرَانَا
******
فِي قَلْبِ جَامِعَةِ الْإِسْلَام مَا فَتِئَتْ
آثَارُ جُهْدِكَ تَحْكِي العِزَّ مَا كَانَا
أَخْلَصْتَهَا النُّصحَ والإِحْسَانَ مُجْتَهِدًا
بَنَيْتَ فِيهَا مَدَى الأَيَّامِ إِنْسَانَا
سَقَيْتَهَا خِبْرَةً - عَزَّتْ - وَتَجْرِبَةً
صَاغَتْ بِسَعْيِكُمُ رُوحًا وَوِجْدَانَا
*******
فِي أَرْضِ (نَيْجِيرِيَا) (كَانُو) وِلَايَتُنَا
حَظِيَتْ بِخِدْمَتِكُم لِلْعِلْم أَزْمَانَا
(بُرْنُو) (إِلُورِنْ) فِي (صُكُوتُو) شَهِدَتْ
هَذِي الْوِلَايَاتُ مَا أَرْسَيْتَ بُنْيَانَا
(بَوْتشِي) أَنَارَتْ بِهَا الأَنْحَاءُ قَاطِبَةً
لَمَّا شَعَلْتُم بِهَا نُورًا وَرَيحانَا
أَقَمْتَ صَرْحًا بِهَا لِلْعِلْمِ مُرْتَفِعًا
والدِّينِ مُكْتَمِلًا وَالْغَيْثِ هَتَّانَا
الْيَوْمَ تَبْكِيكُمُ أَرْضِي بِرُمَّتِهَا
تَبْكِي أَخَا صِدْقٍ ... بِالْعِلْم وازْدَانَا
تَبْكِي أَخَا نُصْحٍ لَمْ يَأْلُ مِنْ جُهْدٍ
فِي نَصْرِ أُمَّتِهِ يَوْمَا وَلَا لَانَا
*******
طُلَّابَ جَامِعَتِي سِيرُوا عَلَى دَرْبِهِ
مُسْتَنْفِرينَ جَمَاعَاتٍ وَوُحْدَانَا
كُونُوا الْبِنَاءَ الَّذِي يَقْوَى الْبِنَاءُ بِهِ
كُونُوا مِثَالًا .. وَفِي الْإِقْدَامِ شُجْعَانَا
لا تَتْرُكُوا بَيْنَكُمْ ثَغْرًا لِشَانِئِكُمْ
تَعَاوَنُوا بَيْنَكُمْ فِي الْحَقِّ إِخْوَانَا
إِنْ تَنْصُرُوا الدِّينَ رَبِّي اللهُ يَنْصُرْكُمْ
نَصْرًا عَزِيزًا .. فَشُدُّوا الْعَزْمَ إِيمَانَا
شُدُّوا عُرَى الْعِلْمِ لَا تَبْغُوا بِهِ بَدَلَا
وَقَلِّدُواْ النَّاسَ يَاقُوتًا وَمَرْجَانَا
صِرْنَا نَرَى بَيْنَنَا قَوْمًا ذَوِي بُهْتٍ
قَدْ رَدَّدُوا فِي الْوَرَى زُورَا وَبُهْتَانَا
ضَلُّوا عَنِ الْخَير لا تَقْوَى نُفُوسُهُمُ
مِنْ أَنْ يَرَوه وظلُّوا عَنْهُ عُمْيَانَا
إِنْ أَطْلَقُوا فِيكُمْ يَوْمًا جَهَالَتَهُمْ
فَرَتِّلُوا أَنْتُمُ فِي النَّاسِ قُرْآنَا
وعَلِّمُوا النَّاسَ عِلْمًا لَا يَصُدَّكُم
جَهْلُ الْجَهُولِ .. فَسِيمُوا الْجَهْلَ نِسْيَانَا
*******
هَذِي نَصَائِحُه دَومًا يُصَارِحُنَا
يَرْجُو بِهَا عِنْدَ رَبِّ الْعَرْشِ غُفْرَانَا
فَارْحَمْ بِهَا اللهُ رَبِّي شَيْخَنَا وَاقْبَل
يَنَلْ بِهَا - رَبَّنَا - أجْرًا وِرِضْوَانَا
... ... ... ... ...
(1) سَحْبان بن وائل: اسم رجلٍ بليغ فصيح، يُضرب به المثل في البيان والفصاحة.
** **
شعر/ د.محمّد الثّاني عُمَر مُوسَى كانو - نيجيريا