عبده الأسمري
تعلق بالتعليق فأنتج التشويق في «حرفة» خلدت مقولات «حماسية» أِشبه بعبارات «الحكماء» موظفاً «الصوت» في هيمنة «الحاسة» وموجهاً «الصدى» في سلطنة «الحماسة» محولاً مباريات «كرة القدم» إلى منظومة «للتذوق» في ارتباط إيحائي مهيب بين المايك والملعب.. متخذاً من «الوطنية» مادة أولى في صياغة «المشاهدة» ومن «المهنية» منتج أخير لصناعة «المشهد»..
أحب الملاعب فكان «حارس» المرمى في البدايات وعشق التشجيع فتحول إلى «ممارس» التعليق في المنصات ووظف التخصص فاعتلى «كرسي» المسؤولية في «المهمات» وحن للموهبة فبقى «سادن» الذكريات الذي ارتبط بالرياضة وترابط مع الريادة ليبقى «رمزاً» مقيماً في «متون» الذاكرة ..و«عموداً» قائماً في «شؤون» الذكرى».
إنه الإعلامي والمعلق الرياضي الشهير علي داود أحد أبرز الإعلاميين الرياضيين والوجوه الوطنية في مجال الإعلام الفضائي..
بسحنة مكية «حنطية» اللون «وسطية» الظهور وملامح حجازية خليطة بين الطيبة والهيبة تعلو فيها سمات «الصمت» وتتعالى وسطها صفات «الإنصات» مع تقاسيم مألوفة وقورة تتوارد على محيا وطني بتشكيل أنيق يعتمر الأزياء الوطنية ولغة جسد تتسطر فيها إشارات «التأييد» و«مؤشرات» التأكيد مع صوت يتقاطر منه «لحن» رياضي مهيب مسكون بالأصالة مسجوع بلكنة «فريدة» و«غنة» منفردة ومفردات تستند على «مخزون» ثقافي وكلمات تتعامد على «مضمون» وطني وشخصية اتفق عليها «المحايدون» وتوافق معها «المؤيدون» واستفاد منها «المختلفون» قضى داود من عمره عقوداً وهو يملأ أركان الشاشة الفضية في حقب ماضية بجولات «خاصة» من التعليق الأصيل الذي أبقى مشاهده «بوحاً» أمام «بصر» المشاهدين وترك شواهده «صروحاً» حول «أسماع» المتلقين وأكمل مشواره متجاوزاً «متاعب» التأسيس ومنتصراً على «مصاعب» التخطيط لينال «مناصب» الإشراف إعلامياً وادارياً ورياضياً في اتجاهات متعددة كان فيها صاحب الأنفاس الطويلة في جنى الثمار وجاني النفائس الثمينة في درب النجاح..
في مكة المكرمة ولد وسط أسرة توارثت «الصفاء» في مساء مبهج ملأ سماء «أم القرى» بأهازيج الفرح وأريج البشرى وانطلقت في الحي العتيق «بشائر» القدوم على أصداء المواويل الحجازية. تشربت نفسه صغيراً مضامين «الروحانية» وتعتقت أنفاسه بنفائس «الطمأنينة» وهو يركض صغيراً مع أقرانه بين السهول والهضاب بين جبل علي وشعب عامر والحجون مشبعاً نهاراته في استئناس بمشاهد الحجاج في عرفات ومنى والطائفين وسط صحن الطواف والخاشعين في أحضان الحطيم مرتوياً من معين «زمزم» مكملاً مساءاته في اقتباس من حكم الوجهاء في مركاز الحارة ومعاني البساطة في أحاديث المارة منصتاً إلى أحاديث مسائية كانت «جرعات» تربية من أبيه و«دعوات» توفيق من والدته..
انخطف داود باكراُ إلى كرة القدم مكللاً بالوجاهة الرياضية مجللا بالوجهة الذاتية التي وجهته لأن يكون «الحارس» الأشهر في عرين «الوحدة» النادي المكي العريق.. فظل يوزع أوقاته بين طلب علم في الصباح وحراسة «عرين» في العصر ليقضي ليله في تنفيذ بروفات «طفولية» بريئة أمام أسرته معلقاً جريئاً ومشروعاً راهن عليه النبلاء باكراً وظل يحتضن «مذياع» أسرته العتيق مستمعاً ومستمتعاً بأصوات المذيعين وأًصداء المعلقين مع تعلقه بمعلومات منوعه خزنها في ذاكرته الصغيرة المكتظة بالأمنيات.
في عام 1379هـ التحق بنادي الوحدة في فريق الأشبال، ثم الفريق الأول، وشارك في بعض مباريات المنتخب الوطني
وفي عام عام 1386هـ قرر الاعتزال والتحق بالعمل في وزارة الإعلام، حيث عمل مصوراً ومذيعاً ومعلقاً ومخرجاً في التلفزيون.
وفي عام 1400 حصل على بكالوريوس الإعلام في تخصص الإخراج والإنتاج السينمائي والتلفزيوني من جامعة ميامي الأمريكية.
وبرع في تقديم النشرات الإخبارية مع جيل المبدعين وأبدع في تغطية بعض الزيارات الملكية والرسمية والوطنية.
عمل لفترة مديراًُ عاماً للمنتخبات السعودية لكرة القدم، كما تولى منصب أمين عام مساعد للاتحاد السعودي لكرة القدم,
في عام 1414هـ عمل مع الشيخ صالح كامل رحمه الله في تأسيس راديو وتلفزيون العرب وكان مستشاراً له ومساعدا ً للشؤون الرياضية ثم المشرف العام على البرامج الرياضية والاستوديوهات التحليلية وعمل في عدة مواقع إعلامية وتسلم رئاسة نادي الوحدة.
.. مارس التعليق بكفاءة الدور معتمداً على ملاءة الهبة وأجاد الحرفة بالإتقان للمعنى والإذعان للهدف فكانت صوته «ملحمة» ذوقية تضفى على «مباريات» المنتخب «دهشة» الاستماع للنغمة الوصفية و«دقة» الاستمتاع بالبصمة الصوتية.. ليكون في ملاحم الانتصارات في آسيا اللاعب «الخفي» والجندي «المجهول» والداعم «المعلوم» الذي سجل الانتصار بصوت «الاعتبار» وصدى «الاقتدار» في مهمة تناغمت فيها حنجرته مع خطة اللعب وتواطنت فيها مفرداته مع مخطط الفوز..
دخلت «عباراته» من بوابة «الاستذكار» المشفوع بالبطولات.. فكسرت عبارة «كسر الطقم الصيني» حواجز الدفاعات وتخلدت مفردة «خالدين فين» في فكر حراس المرمى وتوطدت كلمتي «هدف نفيس» في أنفس رؤوس الحربة.. فكان «مديراً فنياً» يجهز الخطط من خلف الكواليس ويهدي الحماس في جولات قادمة حتى تجاوز أداؤه الصوتي المحتوى المرئي للمباريات.
على مدار عقود بقى إرث علي داود «نكهة» فريدة ترسم «خارطة» الزمن الجميل وتؤصل «ماهية» المنتج الأصيل ليكون «الفيصل» في مساحات «الذوق» و«الفصل» في نتائج الذائقة..
سيرة مميزة كتب فيها علي داود ملاحم «الاعتزاز» ومطامح «الامتياز» على «صروح» المجد.. في مهام متعددة كان فيها رجل المهمات وبطل المراحل.. تاركاً للأجيال «فرصة» الانتهال من معين خبرته و«بصمة» الاحتذاء من منبع مسيرته..