د.عبدالعزيز الجار الله
العالم والذي تعداد دوله حسب الأمم المتحدة 193 دولة سيجد نفسه أمام حقيقة صادمة ومخيفة وبتفاصيل مفزعة، هل يستمر العالم وفق تطورات كورونا، أي أنها لا تنقضي وتبقى معنا رغم التعافي؟، أم يعود العالم إلى ما قبل كورونا كوفيد-19!!.
خلال السنتين 2020-2021 من حياة كورونا تغيرت حياة العالم من صخب وضجيج لا يتوقف إلى هدوء ورائحة أمراض وموت، فلا الاقتصاد كما كان، ولا المجتمع كما كان، ولا حتى السياسة العالمية كما كانت، وأيضًا التعليم لا يعرف من أين يبدأ ولا كيف ينتهي، باستثناء الطب والصحة العامة وحدها هي من تشكل دوائر عدة وتعمل على مدار الساعة. إذن العالم ليس هو عالم ما قبل كورونا، والخوف أصبح يطاردنا، خوف على مستقبلنا ومستقبل الأنجال والأحفاد وما سيخفي لنا مستقبل الإيام، فنحن قبل كل شيء في رعاية الله وحفظه.
اهتز العالم بصورة لا أحد يصدقها ولم يعتد عليها، هل هي فيروسات مختبرات، أو حرب فيروسات، هي طفرات تحدث في الغذاء، أو هي لعبة اقتصاد أدوية ولقاحات، وحتى الآن لم نحصل على إجابة. ويذكرنا هذا في أفلام الرعب التي تبدأ بلا سبب أو مبرر، تتحرك مخلوقات، عناكب، قردة، كلاب برية بغزو الأرض وتهاجم السكان في الشوارع والبيوت وتطاردهم في الملاجئ والغابات، ويترك المخرج لنا النهاية مفتوحة دون حلول أو رأي أو بصيص من آمال المستقبل. نحن مع كورونا أشبة بأفلام الرعب والخيال العلمي التي تقوم على افتراضات حتى أننا توقفنا عن سؤال نمطي كان يدور في بيت أهل العزاء عن سبب الوفاة، لأن الجميع يعرف مسبقًا أن الوفاة بسبب كورونا رغم أنها هي آخر ما أصيب به الراحل عن حياتنا.
لابد لدول الخليج العربي الاستعداد المبكر والتحضير السريع للعودة والتوازن والتهيئة لما بعد كورونا مع التنبية إلى أن العودة ستكون صعبة بسبب عوامل عدة أهمها العامل النفسي الذي جعلنا إما إجبارًا أو طوعية حبيسي المنازل والتمسك في التباعد بالأجساد والمشاعر، حتى أننا نسينا بعض تفاصيل تعاملاتنا السابقة، وأصبحت مدننا التي كانت تغص بالأجانب والوافدين الذين يشكلون 50 % من سكان الخليج العربي تصبح شوارع الخليج العربي خالية من السكان والنشاط التجاري، وهذا يزعجنا وربما يخيفنا أن تبقى مدننا مفرغة من السكان.