صيغة الشمري
لا يحتاج أن نتحدث عن الكم الهائل من الدراسات التي تتحدث عن خطورة وتأثير الطلاق في شخصية ونفسية الأبناء، هناك تأثير سلبي مدمر وشرخ عاطفي يعيشه الأبناء وهم يشاهدون أغلى شخصين في حياتهما وقد أصبحا أعداء متناحرين وفي أحسن الأحوال أصبحا بعيدين، كل منهما في بيت يحتاج الأبناء لدخوله للاستئذان قبل زيارة الأب أو الأم، بإمكانكم زيارة بسيطة لقوقل لمشاهدة أو قراءة ما لا يصدق عن تأثير الطلاق سلبيا في حياة الأبناء، أكاد أجزم أن كل أب أو أم -ينوي الطلاق- ويتم الجلوس معه من قبل مختصين ليشرحوا له تأثير الطلاق في أبنائه سيتراجع فورا ليجد بأن المشكلة التي قرر الطلاق بسببها بسبطة مقابل المشكلات النفسية والشرخ العاطفي الذي سيتسبب به الطلاق على الأبناء، كثرة الطلاق هذه الأيام في العالم أجمع تعزيها الدراسات للضغوط التي تسببت بها جائحة كورونا من ناحية تأثيرها في الاقتصاد العالمي الذي انسحب على اقتصاد الفرد ومن ناحية الحجر والحد من الحركة الذي جعل من الزوجين كثيري الاحتكاك ببعضهما تحت ظروف يعاني منها جميع سكان العالم في مواجهة خصم يتحور وغامض جعل من المستقبل أكثر غموضاً وقلقاً، هذا غير أن الزواج مهما كان ناجحاً لابد أن يمر بأزمات يمكن تجاوزها بحلول غير حل الطلاق، عندما يحكم الزوجان عقليهما ويبتعدا عن النظر من زاوية واحدة مع عدم النظر من زاوية الطرف الآخر، عندما يحكم الزوجان عقلهما وضميرهما سيجدان أن الزواج مشروع شراكة حقيقية كل منهما عليه واجبات وله حقوق، يفشل الزواج ويحدث الطلاق عندما يبدأ أحد الطرفين بالتصرف وكأنه صاحب الحق وليس عليه واجبات، أكاد أجزم وأقسم بأن كل زوجين ينويان الطلاق لو علما ماذا سيحدث لأبنائهم من تأثيرات عاطفية ونفسية لقررا التراجع فورا، الطلاق قد ينفع أحد الطرفين لكنه سيضر بأطراف بريئة لا ذنب لها سوى أنها ولدت في بيت زوجين لا يعيان خطورة الطلاق على الأبناء.