* جاري نصراني، وإذا ذبحنا أو صنعنا طعامًا في بعض المناسبات أعطيناه منه هديةً، وهو كذلك، فهل يجوز هذا التصرف؟ وهل هو من الإحسان إلى الجار؟ علمًا بأنني لا أدعوه إلى بيتي.
- ما ذكره السائل وأنهم يُعطون جارهم النصراني هديةً لا مانع منه شرعًا إذا لم يُعرَف هذا النصراني بعدائه للإسلام وأذاه لهم، فالله -جل وعلا- كما قال: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ} [الممتحنة: 8]، وهذا جارٌ أيضًا له حق، وإذا اقترن مع ذلك نية دعوتِه وأن هذا أدعى لقبول الدعوة إلى الإسلام أُجر على ذلك قدرًا زائدًا، والله أعلم.
* * *
حفظ الشباب من الفتن واستغلال طاقاتهم
* في ظل ما يعصف بالأمة من الفتن كيف يمكن لنا أن نحفظ الشباب خاصةً، وأن نوجههم، ونستفيد من طاقاتهم في المدارس ومحاضن التربية وغيرها؟
- لا شك أن العصمة في مثل هذه الظروف وهذه الأحوال بتعليمِهم كتاب الله -جل وعلا-، وتنشئتِهم وتربيتِهم على تعظيم أوامر الله واجتناب نواهيه التي هي حقيقة التقوى، فإذا عُلِّم الشاب العلم الشرعي القائم على نصوص الوحيين، ورُبِّي التربية الحسنة، ونشِّئ التنشئة الصالحة على هدي السلف الصالح، وأُمِر بفعل الواجبات، وحُذِّر من فعل المنكرات مع النية الصالحة الخالصة، لا شك أنه سوف يستقيم على المنهج الصحيح والصراط المستقيم والمنهج الوسط الذي هو منهج هذه الأمة بأكملها، فلا بد من أن يُعلَّم التعليم الصالح المبني على الكتاب والسنة، فالعلم هو الذي يُربِّي النشء، ومع ذلك يُربَّون على العمل بهذا العلم، وذلك بفعل الأوامر واجتناب النواهي.
* * *
طلب الزيادة على قيمة القرض إذا نقصتْ قيمة العملة
* أقرضتُ رجلًا في بلدنا عشرين ألفًا من عملة البلد قبل سنوات، والآن طالبتُه بها، ووعدني أنه سيسلمه لي بعد شهرين، ولكن هل يؤثر في ذلك تراجع قيمة العملة؟ وهل يحق لي أن أطالبه بزيادة على العشرين؟
- لا شك أن هذه العملات قابلة للزيادة والنقص تبعًا لاقتصاد البلد قوةً وضعفًا، ومع ذلك لا يجوز له أن يستزيده على ما أقرضه زادتْ قيمة العملة أو نقصتْ، فالعشرون الألف هذه لا يجوز له أن يأخذ عليها زيادة، لكن المقترِض إن بذل بطوْعِه واختياره مِن باب حسن القضاء قدرًا زائدًا على ذلك مِن غير اشتراط فالنبي -عليه الصلاة والسلام- يستسلف البَكْر ويَردُّ الخِيار [مسلم: 1600] من باب حسن القضاء، ومع ذلك لا يجوز له أن يستزيده ولا فَلسًا على قد ما أقرضه، والله أعلم.
** **
يجيب عنها: يجيب عنها معالي الشيخ/ الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، سابقاً.