حوار - محمد العيدروس:
أكَّد الرئيس التنفيذي لصندوق الوقف الصحي الدكتور د. إبراهيم بن سليمان الحيدري أن الهدف المحوري هو الإسهام الفعّال في التنمية الصّحية واستثمار موارد الصندوق لتوفير الاحتياجات الصحية ذات الأولوية، ومساعدة المرضى وتوفير ما يلزمهم خصوصًا ذوي الأمراض المزمنة والمستعصية
وقال في حوار لـ«الجزيرة»: نسعى كفريق متكامل إلى تصميم حلول مؤثِّرة ومستدامة قادرة على مواجهة التحديات الصحية في المجتمع والمساهمة في معالجة المشكلات الصحية.
وأشار د. الحيدري إلى أن الصندوق هو كيان مجتمعي معتمد -بعد الله- على مشاركة المجتمع وموارده متنوّعة مثل التبرعات المجتمعية النقدية والعينية، والأعيان والصكوك المالية والأسهم.
إلى نص الحوار:
× × ماذا يعني صندوق الوقف الصحي؟ وما هو مفهومه؟
- يُعَد صندوق الوقف الصحي أحد الصناديق النوعية على مستوى الشرق الأوسط، وقد جاء قرار مجلس الوزراء الموقر بإنشائه عام 1440هـ برئاسة معالي وزير الصحة؛ إيمانًا من قيادتنا الحكيمة بأهمية الوقف الصحي ودوره الفاعل في دفع عجلة النمو المستدام للقطاع الصّحي والمساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030م، وهو صندوق ذو شخصية اعتبارية وذمّة مالية وإدارية مستقلّة، جاء تنظيمه ليكون قناة تستوعب رغبة المجتمع في مساعدة الآخرين، وتوفِّر حلولاً جذرية ومؤثِّرة، مبنية على سرعة الاستجابة لفئات المجتمع الأكثر حاجة للرعاية الصحية، فضلاً عن دوره البنّاء والفعّال في تطوير التنمية الصحية.
×× إذاً ما هي أدوار الصندوق والمهام المناطة به؟
- نسعى في صندوق الوقف الصحي إلى تصميم حلول مؤثّرة ومستدامة قادرة على مواجهة التحديات الصحية في المجتمع والمساهمة في معالجة المشكلات الصحية من جذورها، وذلك من خلال بناء شراكات فاعلة مع الجهات ذات العلاقة، وتكريس الجهود لتعزيز دور الوقف الصحي في خدمة المجتمع، منطلقين من المرتكزات الثلاثة للصندوق: سرعة الاستجابة، ومرونة الحركة، وبناء الشراكات الإستراتيجية.
ومع ازدياد التحديات الصحية أمام المجتمع السعودي يومًا بعد الآخر، كانت الحاجة ماسة إلى استحداث نموذج عمل بنّاء للرعاية الصحية عبر توفير قنوات وموارد دعم مستدامة، فكانت تأسيس صندوق الوقف الصحي.
×× هل وضعتم أهدافاً إسترتيجية لهذا الصندوق؟
- للصندوق عدة أهداف يعمل عليها من ضمنها الإسهام الفعَّال في التنمية الصّحية واستثمار موارد الصندوق لتوفير الاحتياجات الصحية ذات الأولوية، ومساعدة المرضى وتوفير ما يلزمهم خصوصًا ذوي الأمراض المزمنة والمستعصية، والمساهمة في تمويل البرامج الوقائية والأبحاث الصّحية، إضافة إلى التشجيع على فِعْل الخير وبَذْل المساهمات التطوعية لقطاع الرعاية الصّحية، وإبراز أهمية الرعاية الصّحية بوصفها وجهًا من أوجه فعل الخير.
×× في اعتقادكم دكتور إبراهيم ما أهمية الصندوق في ظلّ المتغيّرات الصحية؟
- تشير التجارب العالمية إلى أهمية مشاركة المجتمع في تقديم حلول تنموية في المجال الصحي ومساعدة الأجهزة الحكومية في الحفاظ على صحة المجتمع، وتكمُن أهمية صندوق الوقف الصحي في:
• إدارة مالية مستدامة توفر حلولاً جذرية ومؤثِّرة للخدمات الصحية.
• الوصول إلى الشرائح الأكثر حاجة للرعاية الصحية بسرعة ومرونة.
• توفير قناة تستوعب رغبة أفراد المجتمع للمساهمة في مساعدة الآخرين.
×× حدثنا عن موارد الصندوق؟
- الصندوق كيان مجتمعي معتمد -بعد الله- على مشاركة المجتمع وموارده متنوعة مثل التبرعات المجتمعية النقدية والعينية، والأعيان والصكوك المالية والأسهم. وكذلك الإيرادات المحصّلة من استثمارات الصندوق، أو من تشغيل المرافق الصّحية التي يشرف عليها، أو غلال أوقاف الصندوق واستثماراتها للصندوق بالإضافة إلى ما قد تقرّره الدولة من دعم نقدي أو عيني.
×× ما أبرز المبادرات التي عمل عليها الصندوق خلال جائحة كورونا؟
- نفذ صندوق الوقف الصحي 12 مبادرة نوعية، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، أسهمت - بفضل الله - في التخفيف من الآثار المترتبة على جائحة فيروس كورونا؛ حيث شملت مبادرة الغسيل الكلوي العادي والمتنقل للمرضى، والتي بلغ عدد جلساتها 27292 جلسة ومبادرة نقل المرضى خلال فترة منع التجول التي بلغ عدد رحلاتها 14 ألف رحلة، ومبادرة خدمات الرعاية المنزلية التي استفاد منها 40550 مريضًا في أنحاء المملكة المختلفة، بالإضافة إلى مبادرة العيادات المتنقلة التي استفاد منها 95 ألف شخص في الأحياء المكتظة بالسكان. كما اشتملت المبادرات على دعم 23 بحثًا طبيًّا متخصصة في علاج كورونا، وإنشاء مستشفيات ميدانية في الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، بسعة 550 سريرًا، واستحداث 120 وحدة عناية مركزة في 4 مستشفيات، بالإضافة إلى توفير المستلزمات الطبية لرجال الأمن في مناطق المملكة كافة، ودعم تأسيس مركز اتصال التطوع الصحي، وتوفير الاحتياجات الطبية للمحاجر الصحية، وتوفير المستلزمات الطبية والوقائية للممارسين الصحيين العاملين في خط الدفاع الأول لمواجهة فيروس كورونا، وأخيرًا مبادرة توزيع 5 ملايين كمامة على الأسر المحتاجة.
×× ماذا عن منصّة «شفاء»؟
- هي منصة إلكترونية تتبع صندوق الوقف الصحي، نسعى من خلالها إلى تسهيل تقديم الخدمات العلاجية، والأجهزة الطبية، والأدوية للمحتاجين والمنقطعين والحالات الطارئة ممن ليست لديهم قدرة للحصول على العلاج في المنشآت الصحية.
وتهدف المنصّة إلى المساهمة في علاج المرضى المحتاجين ممن ليست لديهم أهلية علاج داخل المملكة، وتحقيق الترابط الاجتماعي بين أفراد المجتمع، إضافةً إلى تسهيل وصول المحسنين للمرضى المحتاجين بموثوقية.
وتتميز المنصّة بسرعة الوصول إلى المرضى المحتاجين، وتوفير قناة ميسرة وموثوقة للتبرع، والإسهام في حوكمة العلاج الخيري في المملكة من خلال التحقق من منصّة أبشر ومجلس الضمان الصحي التعاوني، علاوة على الدور الأبرز والأهم وهو تمكين الجمعيات الأهلية الصحية من تحقيق أثر إيجابي في المجتمع.
×× كم عدد الجمعيات المشاركة في منصة شفاء؟ وكم بلغ حجم الإسهامات والحالات المستفيدة؟
- بلغ عدد الجمعيات الصحية الأهلية المسجلة في منصّة شفاء 52 جمعية، وبلغ إجمالي التبرعات أكثر من 51 مليون ريال استفاد منها أكثر من 2400 مستفيد.