يعد العرب أول من مارس هواية الصيد بالصقور منذ آلاف السنين، والعرب هم أول من ربب الصقور (ويقصد بتربيب الصقور ترويضها من وحش إلى طير راكد) ويأخذ تربيب الصقر وقتاً طويلاً إلا أن الصقر بعد ذلك لا يتنكر إلى صاحبه.

ودائماً ما نرى مفردة الصقر مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعرب عامةً وبأهل الجزيرة العربية بشكل خاص، حيث توارثوا هذه الهواية على مر العصور وحافظوا عليها من آلاف السنين واستمروا بها إلى يومنا هذا.

تأثر الفنانون التشكيليون في هذا الإرث الأصيل وهذه المفردة التي تعبر عن القوة والشموخ، عن الأصالة العربية، عن التاريخ والحاضر، وكان لرسم الصقور تاريخ طويل امتد منذ أقدم الحضارات على النقوش الصخرية والألواح والكهوف وغيرها.

وفي عصرنا الحديث وباستخدام الأساليب الفنية التقليدية والحديثة أبدع التشكيلون السعوديون أعمالاً جمالية عن هذه المفردة المميزة، وتنقلوا بها بين المدارس الفنية الواقعية والتجريدية والتكعيبية والسريالية وغيرها حتى أن بعضهم اختار أساليب خاصة وربطها بمفردة الحرف العربي أو مفردات أخرى تتناسب مع الموضوع.

فنجد عمل الفنانة التشكيلة سمر الحريّص التي أبرزت فيه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، ومن خلفه مفردة الصقر التي عبرت بها عن القوة والشموخ والفخر بالقادة.

بينما أبرزت الفنانة الرائدة الأستاذة شريفة السديري الصقر بأسلوب مميز جمعت فيه الخطوط الحادة التي تعبر عن القوة وأضافت فيه مفردات وزخارف تعبر عن التراث لتكوين عمل فني مميز ذي طابع وهوية متفردة بها.

أما الفنانة التشكيلة نورا العساف فاختارت أن يكون الصقر مرتبطاً بصخرة فنحتت تفاصيل الصقر على صخرة استخدمت فيها بعض أساليب الفنون الحديثة لتظهر بذلك الصقر وهو مرتبط بجذور التاريخ وقوة الصخور وشموخها.

واختار الفنان التشكيلي عبدالله صالح الرشيد أسلوبه الخاص الذي دمج ما بين واقعيةٍ وتجريد ليظهر جمال الصقر وعنفوانه. نظرته الحادة وقوته لتكون بطابع فني مختلف وأسلوب فني حديث يعبر فيه عن حبه لهذا الطائر ويوثق جمالياته.

ووثقت الفنانة التشكيلة منى الخويطر الصقر بواقعيته وجمال تفاصيله الساحرة وأدق عناصره بشكل احترافي متقن وهو على يد صقّاره متأهباً بكامل قوته لكي ينطلق بحثاً عن صيد جديد.

أما الفنانة التشكيلية فاطمة العتيبي فقد اختارت ارتباط الصقر بالحروف العربية لتوثيق ارتباطه بالعرب ومكانته لديهم منذ أقدم العصور، وليبرز بصورة جمالية رائعة جمعت بين جمال الصقر وجماليات مفردة الحرف العربي وأصالتهم.

واختارت الفنانة التشكيلية فتون الغامدي الصقر في وضعية مختلفة بأسلوب واقعي وهو على صخرة بكامل الكبرياء والأنَفة معبراً عن قوته وعن شموخه لتنتج عملاً فنياً جمالياً وخلفية تعبر عن لون أزهار الخزامى المرتبطة بتاريخ المملكة وطبيعتها.

** **

- عبدالله عبدالرحمن الخفاجي

تويتر: al_khafajii