ميسون أبو بكر
السعوديون أحبة منذ عرفتهم نقشوا على قلبي صكوك محبة وعهداً قطعناه سوياً منذ تشاركنا الهواء والماء ومساحة من الأرض ولقيمات من خبز وملح، في كل ديرة من ديارهم ضربت وتد بيتي، وظللني سقف لم يحجب عني شمس محبتهم أو همسات جيراني الذين كانوا لي أهلاً وعزوة وسند.
واليوم وأنا لست بينهم لداعي سفر طارئ أمد لهم أجنحة القلب تصفق فرحاً وطرباً وأشاركهم تتويجهم بطل الكاراتيه السعودي طارق حامدي الذي توّجته أولمبياد طوكيو بالفضة وتوّجه الشعب السعودي وقادته بالذهب تعويضاً عن حكم متحيِّز لم ينصف بطولاته التي حققها واحدة تلو الأخرى في الأولمبياد، حيث أبت السياسة إلا أن تكون ضيفاً غثيثاً على الرياضة التي تابعها الملايين حول العالم واجتمعوا حولها فانتصروا على قيود كورونا ولم ينتصروا على السياسة التي تلقي ظلالها حيثما تيسّر لها.
كرابطة العقد هم السعوديون، جسد واحد على قلب رجل واحد، لم ألتقِ من يشبههم ولم ترَ عيني من يضاهي وحدتهم أو يشبه وطنيتهم، كشلّال حب هم وكمحيط تنساب قوتهم وصمودهم لتغمر خارطة الحياة بما لا ينتهي من صمودهم ولا ينفضّ من عزمهم.
الرياضة السعودية تترك بصمتها واضحة في أولمبياد طوكيو وحضور أمير الرياضة عبدالعزيز بن تركي الفيصل وتفاصيل هذا الحضور القوي أبى إلا أن يترك أثراً كبيراً سواء في نفوس المشاركين الذين أحاطهم بتشجيعه وكلماته ووجوده عن قرب بينهم وكذلك المتابعون عبر القارات الذين وجدوا فيه شغف المسؤول ومتابعته الدقيقة، لقد كان صدى لنفوسهم، حيث أبى إلا أن يمنح التكريم الذي يليق بالبطل الذي استحقه بجدارة فكرَّمه وطن المجد بما يستحق. ستبقى كلمات رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل في حسابه بتويتر دافعاً لكل بطل سعودي للمضي دون كلل أو تراخٍ أو استسلام مهما كانت ظروف المعركة وحيثياتها فقد كتب مغرِّداً: «لأنه البطل في عيوننا جميعاً، فسيتم تكريم بطلنا الأولمبي طارق حامدي بجائزة الميدالية الذهبية وقدرها (5 ملايين ريال) نظير تميزه وإبداعه وتمثيله المشرِّف للوطن أمام نجوم العالم في طوكيو 2020»، مبروك لبطل الكاراتيه، للشعب السعودي، للرياضة التي تصر روحها المرنة إلا أن تكون دون تمييز أو تعصّب.