أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
قال أبو عبدالرحمن: وهي من قصيدة طويلة نشرت بجريدة المدينة عدد 2061؛ وهذا نَصُّها:
هابوا صيالك (جاهماً) فتطلعوا
عدو الكميت لكل سبق يَمْزَع
قال أبو عبدالرحمن: يمزع: يسرع.
ورأوك ترفل في الثياب جهامة
وضخامة وعلوّكا لا يجزع
وترنحت بك في السباق نزاقة
وتحلبت نطف لها تُستتبع
وتقنعت تحت الحروف دمامة
وكساحة تحت الشظى لا تَرْبَع
أوليتها شوقاً وهمت بها كما
هام الغراب وأنعقته الأربع
قال أبو عبدالرحمن: أعني الحروف الكسيحة الآنفة الذكر.
فمضى يقص على الضفادع نقها
لتهيض ثم يشدها المستنقع
أصمت حيث الذب كان مهابة
وهجرت حيث الصمت ما يتوقع!؟
وخزتك أنملة الفحول فأججت
ما فيك من حنق بدا يتبرقع
ماذا عليك لو اتقيت قواصمي
تهدي الغوي وبالأصالة تصدع
برز بعلمك ضارباً ومقارعاً
بالحجة البيضاء كيما توضع
وامتح بدلوك إن أردت حقيقة
تجلو العيون العاشيات وتمنع
واحذر مناهضة الحقيقة إنها
لذوي العيون الفاحصات تشعشع
إنِّي هنا وهناك لحن شارد
أصداءه الغرُ الكرامُ تُرجَّع
أملاك من أغراك فيما صغته
وهداك للمدح الفري تفجع
تهديه من لغة الفضول عجائبا
تعلو بها حينا وحينا تبدع
تتبادلان المدح إغراء كما
يأتي الحقير بما يذل ويرفع
إني أعيذك أنْ تكون مطية
يعلو غواربها العياء الألكع
فالمرءُ حيث تريده آماله
همم مطوحة وبيت أرفع
تبا لهذا الشعر يغدو حرفة
وشتيمة عن غيها لا تنزع
الشعر يا هذا هدى ورسالة
والشعر لا يحبو كسيحا يركع
أرضيت هذا الغبن قسمة خاسر
وضللت درباً نهجه ذا المهيع؟
فاذرف من الدمع الختول سجاله
وغداً فنهج النقد منكم يوضع؟!
ما للبغاث سوى تخطر كاسر
صلب المخالب للردى ما يصرع
قال أبو عبدالرحمن: وللحديث بقية إنْ شاء الله تعالى في لقاءٍ قادم والله المستعان.