جعل الله تعالى للبشر آجال محدودة والمسلم يرضى بما قدّره الله له، قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} سورة آل عمران «185 ففي يوم السبت الماضي 7 /12 /1442هـ توفي الأخ والزميل الأستاذ ناصر بن إبراهيم العريج مدير مكتب صحيفة الجزيرة بحوطة سدير إثر مرض لم يمهله طويلاً، فقد كان -رحمه الله- تربطه علاقات طيِّبة مع الجميع بالأهالي ومسؤولي القطاعات المختلفة، وينقل اللقاءات الصحفية مع رؤساء المراكز بسدير ومع مسؤولي القطاعات الحكومية الأخرى والعمل على نقل جميع المناسبات والاحتفالات المختلفة والحرص على إبرازها، وكنت أشارك في الكتابات الصحفية والاقتراحات والبعض من الملاحظات للخدمات البلدية وغيرها...، وكان يتفاعل معها والأهالي لما لها من أثر إيجابي وملموس وكان يذكِّرني ببعض الملحوظات والكتابة عنها، وكان والده الشيخ إبراهيم بن ناصر العريج -رحمه الله- أحد الوجهاء وقد اشتهر بالكرم وكان مجلسه يرتاده الكثير من الزائرين من الأهالي ومن خارج المدينة بكل محبة وترحاب وكان يحب مدينته «حوطه سدير» وشديد الحرص أن تُقام بها المشاريع الخدمية والتنموية حتى إنه يقوم بالزيارات المتكرِّرة لبعض المشاريع البلدية ويلقي بالتحية على المقاول والعاملين وابتسامته المعهودة وكأنّه مشرف عليهم أو مسؤول من البلدية، فقط ليتابع تلك المشاريع حتى تنتهي ليستفيد منها الأهالي والحديث عنها بكل طيبة وعفوية، وعند زيارتي له بمجلسه العامر كما هو معتاد يقوم بالترحاب وبالسؤال عن الصحة وعن الأهل والأقارب والحديث عن الصداقة القديمة التي كانت تجمعه وإخوانه بوالدي وأعمامي عندما كانوا جيراناً في مدينة الرياض منذ حوالي خمسة عقود ونيِّف والذكريات الجميلة التي كانت في الماضي والأحاديث المشوِّقة والحكايات الماتعة والتي تواصلت بكل محبة وإخلاص حتى بعد الانتقال للسكن في مسقط الرأس حوطه سدير.
رحم الله الأخ ناصر رحمة الأبرار، وجعل ما أصابه كفَّارة له.. وأقدّم العزاء للأخ الفاضل الأستاذ عبد الرحمن وإخوانه وأبناء الفقيد والعائلة الكريمة. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- بدر بن عبد الكريم السعيد
b.abdulkareem@hotmail.com