عبدالعزيز بن سعود المتعب
يُخطئ من يتصوّر أن الشعراء أنموذج يحتذى وقدوة في كل شيء، فهم كغيرهم من البشر على مر التاريخ، فيهم الشجاع والجبان، والكريم والبخيل، والوفي والخائن، لذا يجب عدم الربط بين شخصية الشعراء ومواهبهم إذا ما استثنينا المنظور النقدي في بعض الدراسات لقصائدهم، وعليه فيجب أن نتقبّل إذا قالوا لنا إن هناك بعض الشعراء المعاصرين الذين لم يسجلوا موقفاً يرفع الرأس (في الشجاعة والكرم والعلوم الغانمة، ولم يذكر أحد قط أن الدلّة أو الدخون دارت في مجالسهم لضيوفهم أو قلّطوا مفاطيح وكرامة الرجال وسلوم العرب أو فزعوا في جاههم أو مالهم) بل لا أحد يعرف باب بيتهم الموصد في وجه كل ضيف أو زائر أو محتاج، وهذا أمر لا يخفى على أحد.
ما دعاني لما ذكرته شاعر يُنظّر في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الفضائية في مكارم الأخلاق وعادات العرب وتقاليدهم بلغة ببغاء ينقل ما يسمعه وكأنه (سي دي) يُحمّل عليه معلومات ليس له بها صلة إلا النقل، وليت المُشار إليه اكتفى بذلك بل مجّد طباعه الوهمية بتضخّم الأنا وتورمها، وغاب عن فطنته أن الشعراء والنقاد والناس من قبلهم وبعدهم لا يخفاهم شيء، ومثل ما يقولون (خابزينه وعاجنينه)، والمضحك المبكي أنه يهمز ويلمز الآخرين بإيماءات مؤسفة حتى بات لسان حاله «يا شين السرج على البقر».
- وقفة: للشيخ راكان بن حثلين، رحمه الله:
الذم ما يهفي للأجواد ميزان
والمدح ما يرفع ردي المشاحي