إبراهيم بن جلال فضلون
قوة النظام الثوري بإيران منذ أكثر من أربعة عقود، لا تكمن في قوتها النووية أو تلاعباتها عبر حروب الوكالة وعمليات الـ»عرض» لمُريديها وأتباعها بالعالم الغربي، وكذلك الشرقي، وفق طرائق «الخميني» يسلكها طريقاً لـ»تصدير الثورة»، عبر التغلغل داخل الدول العربية من خلال ميليشيات وأحزاب وحركات وتنظيمات إسلاموية، وعملائه من (حوثيي اليمن وحزب الشيطان بلبنان وسوريا، وحماس وغيرها بغزة)، كترميز للخونة، واختراق وتدمير جيرانها، وشعبه المقهُور باسم الدين والطائفية والمذهب الشيعي الذي يترنح بسكراته كمداً ودماً... ليكون لإرهابييه الكلمةُ، بغطاء تكتيكي هما حليفا الشيوعية والاشتراكية، ورؤيتهما - روسيا والصين -، للجبروت الإيراني بأنها مركز قرار إقليمي، ناهيك عن «العنتريات اللفظية» والصوت العالي النبرة، دون اعتبار لغيرها من قوى استراتيجية دولية تمس الشرق الأوسط، وتتصل بثرواته وأراضيه ومياهه وممراته الدولية... في خشية من قرار الحرب وطبوله التي تدق، وفق تعنتات وأحداث الداخلية تقهر حقوق الإنسان الفارسي، وأخرى خارجية تُرهبُ حدود الجيران وتتعدى على المياه الدولية وأمن الشرق أوسط، بتفجير مرفأ بيروت، واستمرار المأزق الحكومي الذي يشارك فيه تيار «الرئيس الصورة» المدعوم من حزب الله.
إيران دولة عاجزة عن «الحرب» بمعناها التقليدي، وهي فشلت لما يقارب العقد من الزمان في حربها العسكرية مع العراق وكان كرباجها «صدام حسين» -رحمهُ الله-، ويكفينا النظر إلى الخرائط المُتداولة والموثقة لكثافة توزيع مواقع الحرس الثوري و»حزب الله» والميليشيات الإرهابية في لبنان وسوريا وغزة واليمن.. كـ «أراض مفتوحة»، وصلت لداخل حدود إسرائيل، في تعايش يُسمى «التفاهم على قواعد الاشتباك». وكأنها مسألة تغطرس تحت عيون دولية للعرب راصدة، وإلا ما شارك شخصيات دولية كُبرى في تنصيب الامتداد الخميني «رئيسي»، بالتزامن مع مفاوضات فيينا.
إذاً: قوة إيران الإرهابية حالياً، سببها صمت وتواطؤ آخرين، والسؤال هو الآن.. كيف ستنجح مع وجود القوة السعودية بتحالفها القوي العربي بما فيها الجيش المصري الذي لولاه ما تحررت الكويت، بتقدمه الجيوش كافة كونه خير أجناد الأرض؟!.. والجواب.. إذا دق للحرب باب، ستكون مصر والتحالف العربي مُفتاحها، فلا يجرؤ جيش أو قوة مهما كانت من تلك المعضلة إلا بخطوط جندي مصر الحمراء، وفق الأمن العربي... لذا فلا ينبغي استبعاد أنه من الممكن توجيه ضرباتٍ عسكرية مُوجعة لنظام ميليشاوي، أغلب أفعاله هي «الجعجعة»، فقد تُعيده تلك الضربة لماضيه، لتنعكس رموز التخوين عليه، ويتحول أعوانه ضدهُ عبر سياسات «التمادي والتخوين والاعتداء والتبجح»، وإلا ما ساوم النظام الإرهابي طرفي العالم، - روسيا والصين من جهة، وأوروبا وأميركا من جهة أخرى-، اضافةً إلى تنصيبها صاحب مجزرة 1988 إبراهيم رئيسي رئيساً لها، وتعالي دموية حزب نصر الله على أرواح شعبه بمرفأ بيروت، لتتحول العربدة البحرية الإيرانية في الخليج العربي لتهديد دولي، بوجود القوات البريطانية والقطع البحرية الأميركية بالقرب منها، والاكتفاء برفع الأمر للأمم المتحدة.. لأنها ببساطة ترى الاندفاع نحوها من أجل استرضائها بلغ حداً كبيراً؟!.