أحمد المغلوث
اليوم الثلاثاء.. وكل عام وأنتم والوطن بخير.. والوطن الذي نحبه ونخاف عليه وعلى قيادته الحكيمة التي نتمنى من الأعماق أن يتحقق في عهدها المزدهر بالخير والعطاء كل نجاح وتوفيق.. هذا، ومنذ أيام انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي الآلاف من الرسائل المباشرة والمحولة عبر رسائل واتسابية أو نصية أو تغريدات تحمل الكثير الكثير من الأمنيات والأدعية الدينية التي تتمنى للجميع أن يتقبل الله سبحانه وتعالى جميع الدعوات مع تكرار الصلوات على نبينا الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم: اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. وهكذا نحن أمة الإسلام علينا ألف سلام وتحية وسلام مع إطلالة هذا العام الهجري الذي تتجدد فيه الأمنيات والأحلام والتطلعات المختلفة الشخصية والأسرية والاجتماعية وحتى الوطنية. والجميل أن الجميع في هذه الأيام يتطلعون بشغف بالمستقبل لهم ولأفراد أسرهم ومجتمعهم، والسعي الحثيث على استشراف المستقبل الباسم في وطن الأمن والاستقرار والخير. الجميع يأمل أن تتراجع أسعار الكثير من المواد التموينية والخدمية والتي ونقولها بصدق أرهقت الجميع خاصة أصحاب الدخول المحدودة. كذلك يأمل كل مواطن ومقيم أن تعود أسعار البانزين كما كانت عليه قبل أن تحلِّق عاليًا لتلامس السماء في ارتفاعها. ولعل ما يهم الوطن قيادة ومسؤولين ومن يقدم الخدمات كافة لأبناء الوطن هو أن يعيش المواطن بعيدًا عن القلق والتوتر والضيق وحتى الحيرة أمام تضاعف المصاريف اليومية لكل فرد من أبناء الوطن كل حسب ظروفه ودخله وعدد أفراد أسرته ومن هم تحت ولايته.. ولعل محدودية دخل البعض جعلهم يعانون معاناة كبيرة، فلا رواتبهم المحدودة تكفي ولا هم قادرين على الوفاء بمتطلبات أسرهم وحياتهم رغم أن كثيرين منهم ومع قدوم الجائحة واستمرارها حتى اليوم تضاعفت مصاريفهم بصورة ربما لا يصدقها البعص. ووفق ذلك من معطيات وتبعات باتت المعاناة مستمرة دون تناسي ما تقدمه الدولة من مساعدات للجمعيات الخيرية، لكن ليس كل أسرة محدودة الدخل تشملها خدمات هذه الجمعيات.. لذلك ومع إطلالة هذا العام راح المواطن يعيش في الأحلام أن يكون هذا العام عام خير وعطاء ولتنتهي معاناته مع ارتفاع فاتورة «معيشته» وما تشتمل عليه من حزمة من المصاريف المختلفة والتي تضاعف كثيرًا مواكبة لما حدث في وطننا الحبيب من تطور وازدهار في مختلف المجالات ومنها ارتفاع «الأسعار». وكم من منزل مواطن تم «قطع الميا» عنه أو الكهرباء وبات في «حيص بيص» خصوصًا أن الفاتورة باتت بالآلاف وبصورة تراكمية. وكم من مواطن اتصل بشخصي المتواضع شاكيًا بل ومتوسلاً أن أثير ظاهرة قطع خدمات المياه أو الكهرباء عنه.. كونه لم يسدد ما عليه.. ولا شك أن الشركة من حقها الحصول على حقها في ما تقدمه من خدمات لكن هناك حلول أخرى أن يتم جدولة الفاتورة خاصة التي حلَّقت في العالي وباتت أكثر من دخله السنوي! كما تفعل دول خليجية مجاورة.. وماذا بعد، من الجميل أن يعيش المواطن تفائلاً كثيرًا مع إطلالة العام الجديد، وأن يكون هناك جديد يواكب العام الجديد، فوطننا خيره امتد للعالم كل العالم لا أن يستقبل المواطن المحدود الدخل مع هدية جديدة قطع الماء عنه.. ولن أزيد..؟!