م. بدر بن ناصر الحمدان
قرأت قبل فترة موضوعاً تناول ما نشرته إحدى مجلات «روّاد الأعمال» يتعلّق بمغادرة مكان العمل في الوقت المحدّد، ناقشت فيه المجلة أهمية العمل في نطاق الوقت المتفق عليه، واستعرضت ثلاثة أسباب رئيسة لتطبيق هذه النصيحة الإدارية تتعلَّّق بزيادة الإنتاجية، والاتسام بالانضباط، وتحسين جودة العمل.
القدرة على مغادرة مكان العمل في الوقت المحدد - بمعناها المجازي- هي إحدى صور إتقان العمل، فالبقاء في مكان العمل حتى ساعات متأخرة من اليوم لإنجاز المهام العالقة ومواصلة العمل عن بعد في المساء لا تعني أبداً بأنك موظف جيد ومتفان ومخلص بقدر ما تعني أن لديك مشكلة في إدارة الوقت المتاح لك، وطريقة أداء المهام الموكلة إليك، وأسلوبك في توزيع العمل.
لو افترضنا أن فترة العمل هي ثمان ساعات، فأنت مطالب باستثمار وقت العمل المحدد خلال هذه الفترة من أول دقيقة وبأقصى ما يمكن والتركيز على توجيه كامل الاهتمام من أجل الإيفاء بما هو مطلوب منك قبل نهاية اليوم، لذلك يخفق البعض في مسألة «الانضباط» المهني بسبب عدم قدرتهم على برمجة أولوية الوقت وهدره في أمور ثانوية سواء كانت في نطاق العمل أو خارجه، ومن ثم تحمله تبعات ذلك والتي عادة تظهر على هيئة تأخير وأجندة متراكمة.
مبدأ في الإدارة يقول إن هناك فرقاً كبيراً بين العمل «المزدحم» والعمل « الحقيقي»، أي أنه يجب عليك الانتباه (أنت منشغل بأي نوع من المهام؟)، تذكر جيداً أن كثيراً من الذين حققوا نجاحاً ووصلوا إلى أهدافهم عملوا «بذكاء» وليس «بجهد».
نسيت أن أُخبرك بأن وجود ثلاثة أجهزة كومبيوتر على طاولتك، وأكواب فارغة من القهوة، وقطع متناثرة من الفطائر، وغترتك المعلقة خلف الكرسي، لإنجاز مهمة ما، بإمكان أحد «الأذكياء» إنجازها بهاتفه الجوّال خلال دقائق وهو ينتظر تعبئة وقود سيارته. ولا تسألني (كيف يتم ذلك) لأن هذا سرّ الإدارة الذي يجب عليك اكتشافه.