د.عبدالعزيز الجار الله
ينظر إلى المواقع الأثرية والتراث الشعبي على أنها مصدر من مصادر الدخل، وهي ضمن مشروعات عدة من الموارد المسقبلية للأجيال القادمة، سواء بوجود النفط والغاز والتعدين، أو ما بعد النفط للمهتمين في الاقتصاد السعودي ما بعد النفط.
هيئة التراث التابعة لوزارة الثقافة تقول إنها سجلت حتى الربع الأول من عام 2021م في سجل الآثار الوطني 8176 موقعاً أثرياً في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، وتعمل هيئة التراث استناداً على نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني الصادر بالمرسوم الملكي عام 1436هـ، وهذا الرقم الذي تذكره هيئة التراث يعد من الأرقام المتواضعة جداً للأسباب التالية:
- مساحة المملكة العربية السعودية نحو مليوني كيلومتر مربع تقريباً.
تغطي المملكة نحو 70 % من مساحة الجزيرة العربية، البالغة نحو مليونين و800 ألف كيلومتر مربع.
- عرفت المملكة النشاط الاستيطاني في زمن مبكّر ما قبل التاريخ في العصور الحجرية، اكتشفت عدة مواقع استيطانية في مناطق المملكة تعود للعصور التاريخية.
- شهدت الجزيرة العربية هجرات سامية عربية من الجزيرة العربية من الألف الثالث قبل الميلاد أي 5000 سنة حتى الآن، وبالتالي فإن الجزيرة العربية كانت تعيش أزمنة حضارية وتاريخية قديمة.
- عاشت المملكة تاريخاً حضارياً في عهد الممالك العربية القديمة من الألف الثاني قبل الميلاد، نتج عنها عدة ممالك عربية تنافست مع الشعوب في حضارات الشرق الأدنى القديم.
- في الفترة المبكرة بعد الميلاد قامت دويلات عدة وممالك لقبائل مستقرة خاضت حروباً هي أيام العرب.
- في الخلافة الإسلامية الراشدة أقامت الجزيرة العربية إمبراطورياتها الإسلامية على أراضي الجزيرة العربية وبلاد الشام، وبلاد الرافدين ووسط آسيا وعاصمتها المدينة المنورة.
- وقعت على أرضها معظم تفاصيل السيرة النبوية والخلافة الراشدة.
-ارتبطت ارتباطاً وثيقاً مع العواصم في الخلافة الإسلامية الأموية والعباسية والعثمانية عبر المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
- عرفت قيام القرى المسورة الثانية في القرن الثامن الهجري وحتى قيام الدولة السعودية الأولى منتصف القرن الثاني عشر الموافق منتصف القرن الثامن عشر الميلادي.
- الإرث التاريخي والتراثي السعودي من قيام الدولة السعودية منتصف القرن 12هـ ومنتصف القرن 18 م وحتى التاريخ المعاصر.
لذا تضم أراضي المملكة الآلاف من المواقع الأثرية والتاريخية والتراثية، وليس فقط ما ذكر من أرقام لا تتناسب والقيمة الحضارية للمملكة.