صيغة الشمري
كثرت هذه الأيام المقاطع المتداولة التي تعظ وتنصح بعلاج العديد من الأمراض، لا أبالغ إن قلت بأنه لا يمر يوم دون أن تصل عدة مقاطع يتحدث من خلالها شخص يقدِّم علاجاً لمرض استعصى على البشرية مئات السنين، يجزم هذا المتحدث ويؤكِّد بطريقة عجيبة وغريبة بفائدة هذا العلاج أو الخلطة السحرية التي جربها بنفسه وبعد عدة أيام تم شفاؤه - بإذن الله - من هذا المرض المستعصي، بغض النظر عن كون ما ذكره في المقطع صحيحاً أم لا، لكن هذه الطريقة قد تتسبب في إلحاق الضرر بصحة كثيرين لم تتناسب معهم طريقة أو خلطة ما ذكره صاحب «المقطع» الذي نصب نفسه طبيباً أو وصياً دون تردد غير مكترث بعواقب الأمور الوخيمة التي -دون أدنى شك- ستحدث لبعض من يقوم بتطبيق كلام طبيب أبو «مقطع» الشعبي، لا شك بأن هناك من أصحاب هذه المقاطع صاحب نيَّة خالصة لوجهه الله سبحانه يبحث عن الأجر عبر منفعة الناس وخدمتهم وهناك من يبحث عن الشهرة وزيادة أعداد المتابعين على حساب صحة الناس، فوضى عارمة تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي تجعل الغريق الذي يبحث عن قشة يغرق أكثر ويتوه في عالم مليء بالضجيج والغثاء والقليل من الفائدة الحقيقية، هذه الأيام تعج منصات «السوشال ميديا» بعشرات المقاطع التي يقدمها مجموعة من الناصحين والواعظين والأطباء المزيفين تنصح الناس بعدم تناول الخبز والحذر منه وبأنه مصدر خطر على صحة الإنسان، ولا تكاد تمضي نصف ساعة من حياتك إلا ويأتيك مقطع يحذِّر من تناول الخبز بطريقة تبعث على إصابتك بجميع أنواع الاستغراب والحيرة لأن البشرية منذ الأزل وهي تتناول الخبز ولم تصب بأذى وفجأة اكتشف الأخ صاحب المقطع بأن عليه أن يحذِّر البشرية جمعاء من تناول الخبز بجميع أنواعه وبالذات مرضى السكر، وهنا مكمن الخطورة والأسى، إذ إن مرضى السكر والضغط لا يجب تناولهم أي دواء سواء كان «شعبياً أو غيره» إلا تحت إشراف طبيب مختص!