عبد الرحمن بن محمد السدحان
* كم هي صعبة مهمة مدير الجامعة، أيًا كان تكوينه أو تأهيله، وأحسبها أكثر صعوبةً إذا كانت في بيئة نامية، تعاني شحَّ الموارد، وثقل الآمال والوعود من أجل غد أفضل!
***
* أجل.. كم هي صعبة مهمة مدير الجامعة، والذي يقول بغير هذا، لا يعرف من (أبجديات) الجامعة شيئًا، لأنها، كما يعلم كل ذي لبِّ حصيف، رفد من روافد التنمية الفكرية والعلمية والإنسانية والاقتصادية:
* فهي التي (تصنع) العقول المسيِّرة لجهود التنمية في البلاد.
* وهي التي تضيء لها الدربَ، وتذلِّل أمامها الصعاب، بما تمنحه من الأولويات والآليات المُعينة على بلوغ الهدف الموعود تفكيرًا وتدبيرًا وريادة!
***
* ولذا، قيل إن بيت الجامعة من (زجاج) تخترقه الأضواءُ والأبصَارُ والأصْواتُ، وليس قلعةً قُدّت من صَخر، فلا تسمعُ ولا يسْمعُ أحدٌ، ولا تُبصر، ولا يبصرُ مَنْ بداخلها أحدًا!
***
* وحين يُرسِلُ وَليُّ أو حميم فلذةَ كبده إلى الجامعة، يغدُو عقلاً ومشاعرًا وآمالاً، مرتبطًا بتلك الجامعة: يتابعُ.. يسأل.. ينتقدُ.. يغضب.. ويفرح، حتى النهاية قبل أن يعودَ إليه الابن أو الابنة بغار الفوز!
***
* ولذا، يُخْطئُ من يظنّ أن همَّ الجامعة شأنٌ خَاصٌ بها، بل هو شأن كل من وضعه القدرُ أمامها، ويُخطئُ من يظن أن الجامعة تستطيع أنْ تمارس أدوارها داخل (أسوار) الثقة وحدها، فلا تُسأَلُ عما تفعل، ولا يشْقى أحدٌ بما تفعله أو يسعدُ!
***
* ويستوي خطأً مع أولئك وهؤلاء من يظنُّ أن الجامعة (واحة) من (المثاليات) «تعصمُها» من الخطأ، إذ لا عاصم منه إلاَّ الله، بل تجتهدُ في إنجاز ما أُوكل إليها من مهام خدمةً للوطن، ولجيله من الشباب والشابات.
***
* وبعد، يا «مهندسو» الأجيال الواعدة بالخير لهذه البلاد وأهلها، والشباب خاصة، أتمنى عليكم أن تكثفوا جهودكم لخدمة هذا الوطن الغالي.. وجيله الشاب من الجنسين.. ما استطعتم إلى ذلك سبيلاً، كأن تسنُّوا سنّةً حسنةً فيما بينكم بعقد اجتماعات سنوية أو نصف سنوية.. مع عيّنة مختارة من الطلاب والطالبات تبحثون من خلالها همُومكم المشتركة ورؤاكم المؤتلفة أو المختلفة، من أجل أداءٍ جماعيّ أفضل، ولتكن هذه اللقاءات صعيدًا طيبًا لتبادل المشورة وتحقيق المزيد من التنسيق خدمةً لمهامكم المشتركة، تبادلاً للخبرات وتعضيدًا للتعاون المشترك بين جهودكم، وتطلعات وآمال من تتحاورون معهم! وسدّد الله على دروب الخير خطاكم.