نجح مستشفى د. سليمان الحبيب في القصيم في إنقاذ مريضة تبلغ من العمر 24 عاماً كانت تعاني صعوبة شديدة بالتنفس، نتيجة إصابتها بالتهاب رئوي حاد بالإضافة إلى وجود أمراض خلقية منذ الولادة، كالصرع وتقوس العمود الفقري (الجنف) والقفص الصدري ومشكلات في الفكين وخسارة في الوزن. وقد حاول الأهل علاجها في أكثر من مستشفى ولم يكتب لها النجاح وازدادت حالتها سوءاً.
ذكر ذلك الدكتور وجيه عودة استشاري ورئيس العناية المركزة ورئيس الفريق الطبي المعالج بالمستشفى الذي أضاف بأن المريضة وصلت للمستشفى وهي في حالة حرجة جداً وإعياء شديد وتعاني ضعفاً عاماً وهبوطاً حاداً في الضغط وزيادة في النبض والتنفس، وانخفاض بنسبة الأوكسجين، وعلى الفور تم إخضاعها للفحوصات المخبرية والأشعة، التي أكدت أن الرئة اليسرى تعاني التهاباً شديداً ووجود حويصلات صديدية بالغشاء البلوري وفشل وظيفي نتيجة الالتهاب الشديد ووجود ماء وصديد.
وأشار د.وجيه إلى أنه بعد الاطلاع على الفحوصات الأولية تم إعطاء الأدوية التحفظية المتبعة في علاج مثل هذه الحالات بالعناية المركزة، بالإضافة إلى وضع أنبوب صدرى لسحب الصديد والسوائل المتكونة حول الرئة، موضحاً أنه بعد وضع الأنبوب الصدري تم إجراء أشعة مقطعية على الصدر مرة أخرى للتأكد من تحسن الهواء والصديد حول الرئة ولكن دون جدوى.
وقال د. وجيه إنه تم عمل منظار رئوي لتنظيف الرئة اليسار، ولكن لم تتحسن المريضة، فتم اللجوء للخيار الأخير ضمن الخطة العلاجية وهو إجراء عملية جراحية باستخدام تقنية المنظار الصدري بواسطة استشارى جراحة الصدر، حيث تم استئصال وتقشير الغشاء البلوري المحتوي على الصديد والمنتشر في كامل الرئة اليسرى في صورة حويصلات صديدية، كما تم تنظيف وغسيل هذا الجزء من الرئة وتركيب أنبوبتين للصدر تعمل على سحب أي بقايا للصديد في فترة ما بعد العملية.
وأوضح استشاري العناية المركزة أن العملية تكللت بالنجاح التام ولله الحمد حيث تم نقل المريضة للعناية المركزة، وقد استقرت علاماتها الحيوية، وبعد مرور 24 ساعة تم إجراء أشعة مقطعية (C.T Scan) على الصدر وتبين أن الرئة بدأت في التحسن والعمل بشكل طبيعي واستعادة وظيفتها تماماً، مؤكداً على أن المريضة خرجت من المستشفى وهي بصحة وعافية ولله الحمد.