د.عبدالعزيز العمر
ظهرت عبارة شهيرة مضمونها أن العالم اليوم اقتصاد، دعوني هنا أعدِّل في هذه العبارة وأقول بكل ثقة: إن العالم اليوم تعليم، فالتعليم المميز هو طريق الحرير نحو الاقتصاد المميز، وكل منهما (التعليم والاقتصاد) يؤثِّر بقوة على الآخر ليشكلا معاً وجهي عملة النمو والتطور الوطني. عندما يفشل النظام التعليمي فالنتيجة عجز عن تحقيق أي تقدم اقتصادي. ولذا فمن غير الممكن أن تجد اليوم دولاً تتمتع بنظم تعليمية فعَّالة ومن خلفها إرادة سياسية راشدة دون أن تتمتع أيضاً بقوة اقتصادية مؤثِّرة، ومثال ذلك كوريا الجنوبية وسنغافورة واليابان وفنلندا. كما أن الدراسات والبحوث الدولية الصادرة عن اليونسكو والبنك الدولي تؤكِّد أن هناك علاقة طردية بين مستوى تعليم الفرد من جهة ودخله من جهة أخرى، ولكن المشاهد أن كل الدول لديها نظمها التعليمية، ومع ذلك القليل منها لديه قوة اقتصادية فعَّالة، باختصار، بعض النظم التعليمية عالة على بلدانها، تستنزف ثرواتها دون أن تحقق لها أي عائد اقتصادي تنموي. المختصون في التعليم يؤكِّدون أنه لكي يكون النظام التعليمي فعَّالاً ويحقق رخاءً اقتصادياً فيجب تحقق شروط ومنها: إرادة سياسية عليا توجه مسار التعليم لخدمة الاحتياجات التنموية للبلد، ألا ينفصل التعليم عن واقع المجتمع ومشكلاته، أن يتم احترام اختيارات المتعلمين وقراراتهم، أن يجد المتعلمون كل الفرص التي تناسب قدراتهم واهتماماتهم.