د.شامان حامد
بدت بلداننا وكأنها سفينة نبي الله «نوح» -عليه السلام- وإغلاقات الحدود مع بُطء التلقيح اللذين يُعيدان فرض القيود حول العالم، ما بين اعتقالات واغتيالات لأرواح من البشرية تحصدها كورونا في طريقها لمتحورات هالكة وكأننا أمام ملامح ومعالم جائحة لا تنتهي، ليُرعد ويُرغم تفشّي النسخة المتحوّرة دلتا من فيروس «كورونا» الدول أكثر فأكثر على تشديد القيود الصحية، حيث أورد المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية مذكرة داخلية مُثيرة للقلق، وفيها أن المتحور دلتا معدٍ على غرار مرض جدري الماء، وتقوّض الحماية التي توفرها اللقاحات، ويُسبب عواقب أكثر خطورة، وفق ما نقلته صحيفتا «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز».
ومع الموجة الرابعة التي طال دولاً عدة فرضت تدابير إغلاق محلية في الصين وروسيا وأميركا، وتعبئة الجيش في أستراليا وإيران وتونس والسنغال وفرنسا، وتمديد حالة الطوارئ في اليابان... وغيرهم، فارضاً عليهم حقيقة تدابير داخلية لكُل الدول كعدم دخول المقرات إلا بالجواز الصحي، بل وعدم السفر إلا به ... وسط حملات التلقيح المُتباطئة في أغلبها، ولعل السعودية ومصر من الدول التي احترزت بإدارات ناجحة للأزمة، فالأخيرة منذ أسابيع وعدد الإصابات فيها تحت الأربعين حالة.
ورغم تزايد الضغوط لتسريع حملات التلقيح، فلا عدالة في التوزيع، إذ منحت الدول ذات الدخل المرتفع ما معدله 97 جرعة لكل 100 نسمة، مقابل 1.6 جرعة فقط في البلدان الفقيرة. ويتوقّع برنامج «كوفاكس» الذي من المفترض أن يسمح للبلدان الفقيرة بتلقي اللقاحات مجاناً، بـ250 مليون جرعة خلال شهر ونصف قادم، بحسب منظمة الصحة العالمية.
إنه عالمنا المخيف، ليدرك المرء أن وباء «كورونا»، لن يرحل بسهولة عمَّا قريب، فماذا فعلت اللقاحات التي تم توزيعها وبالملايين على أبناء الشعوب كأميركا وروسيا وبريطانيا وغيرهم؟.. ولعله إخفاق إداري للأزمات، وحقيقة المشهد الكوروني العالمي التي تُلخصهُ البروفيسورة روشيل والنسكي، مديرة مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها بأميركا، بقولها: «لا يزال هذا الوباء يشكّل تهديداً خطيراً على صحة جميع الأميركيين، وعلى العالم برمّته، واليوم لدينا حقائق جديدة متعلقة بمتحور دلتا، وقد تكون من أسرار الأمن القومي الأميركي، وهي كذلك بالفعل»، ونحن نقول قد تكون من أسرار الأمن الصيني، أو من أسرار المستفيد من الوباء كالماسونية أو شركات الدواء التي تبخل على العالم بحقوقها الفكرية للقاحات.
فأين أصحاب الضمائر الإنسانية والقلوب العلمية وخدماتهم، التي يأتمنون عليها وعلى أرواح إخوانهم في الإنسانية، لقد بات حُلم الجميع أن يستيقظ من كابوس «كوفيد - 19». فهل ذلك مُمكن؟!