في الوقت الذي يوصي فيه الأطباء والعلماء بضرورة تلقي اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لمنع تفشي الوباء، يمتنع البعض عن التطعيم لمزاعم عدة تأتي من خارج الدوائر العملية والطبية.
وبحسب (بي بي سي) فإن بيانات أظهرت أن قطاعاً من النساء الحوامل في بريطانيا لم يحصلن على اللقاحات، وهو الأمر الذي تحذر منه السلطات الطبية، حيث أكدت كبيرة القابلات في إنجلترا دعوتها للسيدات الحوامل للحصول على اللقاح المضاد لمرض كوفيد بأسرع وقت ممكن.
وتظهر التقديرات التي تعتمد على سجلات الأطباء الممارسين وبيانات هيئة الصحة العامة البريطانية أن مئات الآلاف لم يحصلن على اللقاح، وذلك مع ارتفاع أعداد الحوامل المصابات بالفيروس في المستشفيات. وتظهر بيانات أخرى أن سلالة دلتا من الفيروس تزيد فرص شدة المرض.
وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، احتاجت 171 من النساء الحوامل المصابات بكوفيد لتلقي الرعاية في المستشفى، ولم يكن قد حصلن على جرعتي اللقاح.
وفي رسالة إلى القابلات وأطباء التوليد والأطباء الممارسين، تقول كبيرة القابلات في إنجلترا جاكلين دانكلي-بينت إن هناك مسؤولية تقع على عاتق جميع المختصين في مجال الرعاية الصحية «لتشجيع الحوامل بشكل استباقي» للتطعيم باللقاح. وأوصت بتقديم النصيحة لذلك في كل فرصة سانحة.
وقالت دانكلي-بينت للنساء الحوامل: «تنقذ اللقاحات الأرواح، وهذا تذكير قوي آخر بأن جرعة اللقاح المضاد لكوفيد - 19 يمكنها أن تبقي عليك وعلى طفلك وأحبائك بمأمن وبعيداً عن المستشفى».
ومنذ منتصف أبريل/نيسان من عام 2021 ، كان يعرض على الحوامل أن يحصلن على واحد من لقاحي فايزر أو مودرنا المضادين لفيروس كورونا، مع التوصية بالحصول على الجرعة الثانية من اللقاح بعد ثمانية أسابيع من تلقي الجرعة الأولى.
«كل يوم»
وتظهر بيانات هيئة الصحة العامة في بريطانيا أن نحو 51724 امرأة حاملاً تلقين جرعة واحدة من لقاح مضاد لكوفيد في إنجلترا حتى الآن، ومن بينهن نحو 20648 حصلن على جرعتهن الثانية.
وهذا العدد هو من بين نحو 606500 امرأة حامل في إنجلترا جرى حصرهن في الفترة ما بين عامي 2020 و 2021 اعتماداً على التقديرات من سجلات الأطباء الممارسين.
وفي حين أن الإصابة الشديدة بكوفيد - 19 هي أمر غير شائع، إلا أن حدوثها هو أكثر احتمالاً مع المراحل المتأخرة من الحمل.
وتظهر بيانات مراقبة التوليد في المملكة المتحدة التي تنظر أوضاع النساء الحوامل اللاتي دخلن المستشفيات البريطانية حتى يوليو/تموز أن:
نسبة من دخلن إلى المستشفيات وهن يعانين من إصابات متوسطة إلى شديدة بسلالة «دلتا» من كوفيد ارتفعت مقارنة بالسلالات السابقة من الفيروس خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
دخلت 171 من السيدات الحوامل إلى المستشفى وهن يعانين من أعراض الإصابة بكوفيد لم تحصل نحو 98 في المئة منهن على أي جرعة من اللقاح، في حين حصلت ثلاث منهم فقط على جرعة واحدة.
نحو واحدة من بين كل ثلاث نساء حوامل من اللاتي دخلن إلى المستشفى بسبب كوفيد أصيبت بالتهاب رئوي.
نحو واحدة من بين كل سبع نساء حوامل أخضعت للرعاية المركزة.
نحو واحدة من بين كل خمس نساء حوامل من اللاتي دخلن إلى المستشفى بسبب كوفيد اضطررن لولادة أطفالهن قبل أوانها الطبيعي وزادت احتمالية ولادتهن قيصرياً.
أما ماريان نايت كبيرة الباحثين في جامعة أكسفورد فعبرت عن قلقها الشديد إزاء الارتفاع الأخير في أعداد الإصابات بالفيروس بين الحوامل في المستشفيات، بالرغم من أن الأعداد ليست مرتفعة عند مستويات شهدتها البلاد خلال فترات ذروة سابقة من الوباء.
وقالت إنه وخلال موجة الوباء في فصل الشتاء، وعندما كانت سلالة «ألفا» هي المهيمنة، احتاجت واحدة من كل عشر نساء حوامل ظهرت عليهن أعراض المرض لدخول الرعاية المركزة. لكن ومع تفشي سلالة دلتا الآن، تقول نايت إن هذا المعدل ارتفع إلى واحدة من بين سبع نساء حوامل.
وقالت نايت لبرنامج توداي الذي يبث على راديو بي بي سي 4 إنه يمكن للنساء الحوامل أن يولين ثقتهن إزاء الحصول على اللقاح، مع ما تظهره دراسة أنه «وقائي جداً» دون أي مخاوف منه تتعلق بالسلامة.
وأضافت أنه وبحصول الحامل على اللقاح فإنها بذلك تحمي نفسها، بل وتنقل أجساماً مضادة للفيروس إلى جنينها.