محمد عبد الله الحمدان
قرر أولادي (بنين وبنات) أن أرافقهم في رحلة بريّة إلى المناطق الجنوبية من المملكة (سراة عسير والباحة وتهامة.. و(المخلاف السليماني)) فانطلقنا من الرياض (فجراً) لنصل مقصدنا قبل حلول الظلام، وأخذنا طريق بيشة من جسر قرب المزاحمية ووصلنا (الرين) التي كان اسمها (الريب) بعد 100 كيل، ثم واصلنا إلى بيشة، والطريق مفرد، ولكن وزارة النقل جادة في إنشاء طريق آخر بجانبه ليكون مزدوجاً، والدليل أنهم يهدون الجبال ويبنون الجسور، والطريق إلى بيشة حوالي 600 كيل.
ومن بيشة يذهب الطريق إلى (سبت العلايا) حيث الطريق الرئيسي بين الطائف وأبها الذي تعمل وزارة النقل ليكون مزدوجاً، ويظهر أنه أوشك على الانتهاء.
تجولنا في بيشة (التي أزورها لأول مرة، ورأيت فيها حركة عمرانية لا بأس بها ومن سكانها الكاتب والباحث والمهتم بتاريخ بيشة الأستاذ عبدالرحمن المقيطيف أبوباسل، الذي كنت قرأت له بحثاً عن أحد علماء بيشة، نشره في جريدة الجزيرة قبل شهور، لذا اغتنمت فرصة مروري على المدينة، وأهديت له بعض مؤلفاتي/ صبا نجد /من أجل بلدي /بنو الأثير الفرسان الثلاثة - المحدث والمؤرخ والأديب/ البير /فهرس لبعض موضوعات في القرآن الكريم. ومنها كنا سنتّجه إلى (سبت العلايا) لنأخذ طريق (الطائف- أبها- خميس مشيط)، ولكن الشبكة العنكبوتية (الانترنت- الشيخ قوقل) قالت لابني ماجد إنه يوجد طرق أخرى تؤدي إلى تنومة والنماص، (أحدها مختصر مباشر)، ما زال الأهالي في المدينتين وما حولهما يطالبون وزارة النقل بإكماله، حيث بقي فيه 50 كيلاً، والثاني متعرج يمر بقرى كثيرة، وهو الذي سلكناه حتى وصلنا إلى الطريق الرئيسي (الطائف- أبها) وهو مختصر وجميل بكثرة القرى التي يمر بها.
في تنومة الجميلة وزميلتها في الجمال (النماص) التي هام بها (د.خالص جلبي) وتغزل بها، ودعا الناس لزيارتها في المقالات الطنانة التي دبجها يراعه في المرحومة جريدة (الشرق) الدمامية، وليست الوسطى!! وذلك لما انتدب طبيباً فيها (قبل أن يتنكّر للمملكة لما غادرها).
قصر الحضارة
في تنومة (أو النماص) قصر عظيم يضم متحفاً رائعاً، فيه المخطوطات النادرة والأواني القديمة، سبق أن زرته وأعجبت بما فيه، وكتب عنه الأستاذ عبدالعزيز بن محمد بن خريف (راعي حريملاء) لما زاره وأعجب به.
في القنفذة اختار لنا ابني فندقاً، غرّه اسمه الأجنبي، وهو الذي أسميته (الفندق العجيب)، وعجائبه كثيرة، أطلعني ابني على الانتقادات التي وجهت له في (الإنترنت) ممن تورط في السكن فيه مثلنا، بعد أن اغترّ باسمه الرنان.
أعجوبة
ومن عجائب هذا الفندق (الخواجة) التي واجهتني فيه مواجهة ثقيلة أثقل من جبل (أحد) رغم بساطتها، ورغم أنها تضحك الثكالى، ولأول مرة في حياتي التي بلغت الآن أقل من 100 سنة لم يمر عليّ مثلها، لا في المملكة ولا في خارجها، والمملكة التي يسميها بعض المواطنين (السعودية)، و(السعودية) يا سادة يا كرام يقولها غير السعودي، أمّا السعودي فيجب أن يقول المملكة، خذوا مثلاً: الأردني يقول عن بلده المملكة ولا يقول الأردن. ومثله: المغربي، والبحريني وغيرهما. أي أن السعودي يجب أن يقول عن بلده المملكة و(السعودية) يقولها غير السعودي.
وستكون طرفة من طرف هذا الفندق العجيب الغريب، وأعجوبة يسير بها الركبان، وتخلّد اسم هذا الفندق الذي سيغتر به الكثيرون بسبب اسمه الرنان -كما أسلفت- والآن -لو سمحتم- استعدوا لقراءة ما سأرويه عن الأعجوبة، أعجوبة الفندق ذي الاسم الخواجي، الأعجوبة- يا سادة يا كرام- أني وجدت وشاهدت نواقص كثيرة تزعج الساكنين، أنا- وهو أنا- أزعجتني، فقررت لفت نظر إدارة الفندق (ذي الاسم الخواجي).
ولما بدأت في الكتابة رفض القلم أن يكتب، وهنا بدأت الطرفة المشكلة.. القضية التي تستحق الرفع للأمم (غير) المتحدة عنها، فقد طلبت قلماً من استقبال الفندق، فوافقوا بشرط أن أعيده.. رغم أنه أبو ريال فقط لا ريالين (تذكرت محلات أبو ريال. أو ريالين فما فوق (وهذه خدعة للزبائن).
فضلاً.. اقرؤوا ما يأتي:
لما بدأت بكتابة بعض الملحوظات أو الملاحظات أحسّ الاستقبال ومَنْ وراءه بل أخبرهم القلم بما كُتِبَ فطلبوا مني إعادة القلم، ولما تأخرت قليلاً لأكمل الرسالة فوجئت بمن يدق الباب (بلغته): هات القلم، فختمت الرسالة على عجل وسلمتها والقلم (والله العظيم) للدقاق، ولا أدري ولا المنجّم (راعي الموز) يدري ماذا فعل الله بها. ولكنها -حتماً- ستضاف وأختها القادمة للرسائل الانتقادية للفندق وإدارته الموجودة عند (الشيخ قوقل).
ومدير الفندق في (صومعته) آخر من يعلم، أو يعلم ويعاند ويكابر ويسخر من هؤلاء (السفهاء) الذين لا يحترمون المدير على (الكرسي الدوار) انتهت القضية الأممية!!
نسيت أن أقول لكم إن محمد سرور الصبّان ولد في هذه البلدة. كما ولد الأستاذ عبدالعزيز بن أحمد الرفاعي في بلدة (أم لج) والتي أصبحت أملج.
بحر القنفذة
قمنا -زملائي وأنا- برحلة بحرية إلى إحدى الجزر القريبة، واستمتعنا ببحرها ورملها وطيورها وأشجارها.
مطار القنفذة
منطقة القنفذة في حاجة ماسة إلى مطار، وطالب أهالي الذين يعانون من الذهاب إلى المطارات الأربعة البعيدة عنهم (جدة/ أبها/ الباحة/ بيشة) وقد كَتَبَ عن حاجة المنطقة لمطار كثيرون.. أذكر منهم راعي الطائف حماد بن سالم الحامدي، كما شاركتُ بكلمة عن ذلك في جريدة الجزيرة. ولم أجد من يخبرني الآن هل بدأ العمل به!!
مركز القوز
وعلى بعد 50 كيلاً يقع مركز القوز الذي تربى فيه د.القوزي (نسيت اسمه الأول) وهو من منسوبي جامعة الملك سعود بالرياض، بل من أعضائها البارزين، ووجدت في أوراق مكتبة قيس القديمة إعلاناً عن محاضرة سيلقيها الدكتور القوزي، ولكن هذا الدكتور توفي رحمه الله في حادث سيارة، وهو في ذهابه من بلدته القوز إلى المطار البعيد، ورثاه الكثيرون، أذكر منهم الدكتور الذي نسيت اسمه هو مؤلف كتاب (واستقر بها النوى) وقد كُتِبَتْ في عنوان الكتاب (خطأ) (واستقرت بها النوى) وقد بحثت عن هاتفه لأنبهه لهذا الخطأ فلم أجده.
حول (رحمه الله) و(يرحمه الله)
منذ 14 قرناً والعلماء والمواطنون يرددون رحمه الله وغفر له.. إلخ.
وقبل سنوات قليلة طلع شخص (الله أعلم بمراده) واقترح (يحفظه الله) بصيغة المضارع، وتبعته وسائل الإعلام وتبعه بعض الناس، وقد رد عليهم بعض العلماء وغيرهم، أذكر منهم الشيخ حمد بن محمد الجاسر رحمه الله الذي استشهد بالآية الكريمة (أتى أمر الله)، و د.عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر الذي استنكر يرحمه الله، وأتى بعشرات الأدعية بصيغة الماضي مما كان يردده آباؤنا، ثم أتى أبو عبدالرحمن محمد بن عمر بن عقيل فأيد د.الخويطر فيما ذكره، وقالا: نخشى أن تكون العبارة (بصيغة المضارع) دست علينا بسوء نية، لأن النصارى يقولون (يغفر له الرب) وعقب الأستاذ الدكتور (راعي مدينة المذنب) إبراهيم بن سليمان الشمسان (أبو أوس) فأيّد المشايخ الثلاثة فيما ذهبوا إليه، كما أيدتُ العلماء فيما رأوه، في كلمة قصيرة لي في هذه الجريدة، وقد صورت نسخاً كثيرة من أقوالهم، وصرت أوزعها على بعض من يردد (يرحمه الله)، لعل الله أن يرحمه ويترك (يرحمه الله)، والغريب أن البعض يكابر ويصر على المضارع رغم أني أريه ما قاله أولئك العلماء مثل الأستاذ الشاعر الأديب التراثي (ع م غ) وغيره، والله الهادي إلى سواء السبيل.
هنا تذكّرت ما يقوله بعض المواطنين عندما يخاطب شخصاً واحداً، أو يتكلم عن شخص واحد، فيأتي بصيغة الجمع، كأن يقول لشخص واحد (أنتم) بدل (أنت)، وهذه موجودة الآن بكثرة في وسائل الإعلام وفي الحديث بين الناس، وفي المقابلات والبرامج الدينية.
وأذكر أني سبق أن كتبت في هذه الجريدة مقالاً حول الموضوع، وأشرت إلى أن أحد الإعلاميين السعوديين فاز بجائزة في إيطاليا فانهالت عليه التهاني ومعظمها يقول أهنئكم أو نهنئكم بدل أهنئك أو نهنّئك.
كما أذكر أن نقاشاً دار بيني وبين د.محمد إبراهيم نصر مؤلف كتاب (النجديات) حول هذا الموضوع حين قال (ونحن) يقصد نفسه، وهذا النقاش الطريف المفيد موجود الآن في كتابي (لا.. كتابنا) (صبا نجد) في طبعته الثالثة 1441هـ، الصفحات: 357 - 384، لمن يريد الاطّلاع عليه.. وشكراً.
وادي (حلي)
سمعت الكثير عن هذا الوادي (الجميل)، المتنزه المنتظر الذي يبعد 70 كيلاً عن مدينة القنفذة التي تحتضن الفندق العجيب ذي الاسم الخواجي الذي لا ينبض بالحياة كما ذكرت عنه.
وقرأت الكثير عن هذا الوادي، وشاهدت صوره، هممت وزملائي بزيارته، ولكن ابني ماجد (قائد الرحلة) لم يشجعنا على ذلك، بسبب وعورة الطريق المؤدي إليه سواءً من محايل عسير أو من القنفذة، وأجلنا ذلك لرحلة قادمة، إذا كان في الأجل فسحة (الله المستعان).
في جبل (شدا الأسفل) وجدنا مكاناً جميلاً عجيباً في سفح الجبل بتنا ليلة هانئة فيه، وصاحبه فنان، وضع معظم غرفه ومجالسه تحت الجبل، وأحضر معدات لنحت بعض أجزاء الجبل لخدمة المجالس والغرف، وفي المكان غنم وعمل حنيذ وغيره لخدمة السكان، إضافة إلى المسجد، وقد استمتعنا بالإقامة المريحة فيه يوماً واحداً بليلته، وتمنينا أن تمتد الإقامة.
الباحة
ثم ذهبنا إلى الباحة وتجولنا في بلجرشي والظفير والمندق وغيرها، وكذلك حديقة رغدان.
وكان بودي زيارة النادي الأدبي في الباحة، وإهداؤه بعض مؤلفاتي، ولكن تعذر ذلك، وسأرسلها في البريد له وللنوادي الأدبية في المملكة، وهي:
الرياض /مكة /جدة /المنطقة الشرقية /أبها /الأحساء /حائل /الحدود الشمالية /جازان، وغيرها.
كما سأرسل نسخاً منها هديّة لصحف المملكة:
الرياض /الجزيرة /مكة /المدينة /عكاظ /البلاد /اليوم /الوطن. خدمة للثقافة.. وتعريفاً ببعض الإنتاج الأدبي من أجل بلدي.
وعلى فكرة، من مؤلفاتي المتواضعة:
بنو الأثير.. الفرسان الثلاثة /صبا نجد/ من أجل بلدي (مجلدان) 1200 صفحة /ديوان السامري والهجيني/ديوان حميدان الشويعر /فهرس لموضوعات في القرآن الكريم /معجم المطبوع من دواوين الشعر العامي القديمة.
طيران ناس
وعُدْتُ من رحلتي على طيران ناس.. فقلت: يا ناس اركبوا ناس.. ولا تنتظروا ماء ولا (عناناس)، وتعوذوا من (الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجِنَّةِ والناس) يا ناس.