أمين البركاتي
توجد نظرية تسمى بنظرية (توازن القوى) وهي نظرية تقوم على أن وجود الدول والتحالفات لتتعادل فيها قوتها العسكرية والأمر الذي يدعو للاضطراب حين تعلو دولة بقوتها العسكرية على دولة أخرى ويولد لديها حالة من الاضطراب في عدم الاستقرار الأمر الذي يجعل الدول تقوم على مبدأ التحالف ومعاهدات السلام ليستقر كيان الدولة.
ومن هنا فإن البعض يسأل، ما علاقة هذه المقدمة بقضية مشاهير التواصل الاجتماعية؟ ولماذا الكاتب بدأ مقاله بهذه النظرية؟ وما الخطر المتوقع حدوثه؟
لو رجعنا إلى الوراء لما قبل عام 1979م التي شهدت حادثة الاستيلاء على الحرم المكي الشريف من قبل عصابة تحت قيادة ما يسمى بـ جهيمان العتيبي والتي خطط لها ونظم لوجود ثغرات استغلت هذه الفئة الدخول بها لتنفيذ هجماتها على النحو المرصود تاريخياً، وفي عام 1985م تقريباً ظهرت فئة جديدة لتجديد نشاط إجرامي بحق المجتمع من قبل فئة تحت قيادة ما يسمى برشاش العتيبي الذي وجد ثغرة لتنفيذ هجماته على النحو المرصود تاريخياً، وفي عام 2003م إلى عام 2006م شهدت المملكة العربية السعودية هجمات إرهابية متعددة نفذت من قبل جماعات متطرفة على الوصف المشهود تاريخياً.
وبالنظر في أسباب تلك الحوادث والغزوات نجد أن أسبابها أو سببها الرئيسي ما استقبله العقل من منتجات فكرية من مؤثر زرع بهذا العقل أفكاراً واعتقادات جعلت منه رجلاً ذا فكر متطرف، ولا يعني وجود ثغرة ينتظرها العدو للدخول من خلالها لتمرير هجماته الكيدية بأي نوع كانت إرهابية أو اقتصادية أو سياسية أو فكرية، فهي في الأصل تكون هجمة عدائية، بل إن أي فكرة تدخل هذا العقل من أفراد هذا المجتمع يكون طابعها شاذاً فإنها تشكل خطراً على أفراد المجتمع في العموم.
إن الدولة هي بالتعريف النظري عبارة عن أفراد يسمون بالمجتمع يحكمهم حكم حاكم يعيشون على يابسة تسمى بالإقليم الذي تحده مساحة من الأرض، وبالتالي فإن من كيان الدولة الرئيس هو هذا الفرد من المجتمع الذي يتمتع بنشاط حر نوعا ما، وبالتالي فإن النشاط الذي يمارسه أي فرد من أفراد المجتمع ينبغي أن يناسب ثقافة وفكرة ومنطوق هذا المجتمع لأن الحفاظ على المدخرات أو المنتجات الفكرية مصدر مهم للحفاظ على كيان الدولة نفسها، ومن هنا يتوقع الخطر؟ في سبتمبر 2011م أصدر أول إصدار لبرنامج التواصل الاجتماعي (سناب شات) الذي يشكل خطراً وذلك لسهولة استخدامه والخطر المتوقع حدوثه تدريجياً في قاعدة الإنسان نفسه فإنه لا يشكل خطراً على كيان المؤسسات الحكومية كما حدث فيما مضى من أحداث وإنما هو يشعل فتيل هذا الإنسان الفرد من المجتمع لعدد من تمرير الأفكار التي تتولد لديه تساؤلات عدة وتناقضات فكرية ومقارنات عقيمة فينفجر بهذه المنتجات التي ولدها له هذا المشهور أو المؤثر في وسائل التواصل الاجتماعي من تصوير سفرياته ورحلاته ورفاهيته وتسويقه للمنتجات ومتمتعة في ظل نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليراها هذا الفرد من المجتمع فيجد نفسه في مظلمة غير عادلة من قبل الدولة أو العائلة أو الزوجة أو الابن مقارنة به فيرفض واقعه ويعيش مع هذه المنتجات التي ورثها مؤثر التواصل الاجتماعي له فيولد لنا طاقة فكرية مليئة بالكراهية والحقد على حاضره وواقعه فتجد الفرد يحقد على من يديره والزوجة ترفض واقعها والابن يلوم عائلته وذلك لمقارنته بهذا الذي لا يبالي بحالات المجتمع ويمرر الرسائل المرئية من التباهي والسعادة والمساواة وكأنه حظي بهذا الشفق عن غيره من أفراد المجتمع فإن هذا هو الخطر المتوقع حدوثه والثغرة التي ينبغي للمسؤولين النظر فيها وتقنين هذه المنصات والنظر فيها ببعد آخر لا يسعني إلا أن أكتب ما تجول به نفسي من أضرار وقعت وأسبابها مشاهير التواصل الاجتماعي (سناب شات).