زكية إبراهيم الحجي
لم يكن يوم 25 يوليو يوماً عادياً بالنسبة للشعب التونسي بل كان يوماً استثنائياً حاسماً ضد تاريخٍ أسود للإخوان المسلمين.. ويوماً تاريخياً يشهد على ميلاد وضعٍ سياسي جديد في بلد تجرع مواطنوه مرارة كأس الأوضاع المتردية أمنياً.. واقتصادياً وصحياً بسبب جماعة فاشية إرهابية «جماعة الإخوان المسلمين فرع تونس» والتي يتزعمها راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية.. هذا الرجل الذي كان يسعى لتزوير تاريخ تونس لصالح أردوغان وفق ما ذكره موقع»فوكس»الفرنسي وبات يروج لحليفه التركي أردوغان ناسباً تونس الخضراء إلى الأتراك العثمانيين يوم أن استولوا عليها عام 1574م بعد معركة بحرية مع اسبانيا.
تطورات الأحداث على الساحة التونسية خلال الأيام الماضية والتهاب الشارع التونسي من أقصاه إلى أقصاه والمطالبة بإزاحة الإخوان ومحاكمة زعيم حركة النهضة الإخواني راشد الغنوشي لم يُسقِط من ذاكرة التونسيين صورة ذلك الرجل المسن صاحب العبارة الشهيرة المرتبطة بثورة الياسمين والتي اندلعت أحداثها نهاية عام 2010 وأسقطت «زين العابدين بن علي» أما العبارة التي قالها ذلك الرجل وهو يمرر كفه على ما تبقى من شعره الذي غزاه الشيب (هرمنا.. هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية) لكن وبكل أسف لم يتذوق صاحب تلك العبارة طعم تلك اللحظات التي كان ينتظرها.. فمنذ عام 2011 بعد الإطاحة بحكم»زين العابدين بن علي»ظلت الدولة التونسية تحت هيمنة الإخوان المسلمين بزعامة راشد الغنوشي.. الذي سعى إلى انتزاع صلاحيات رئيس الدولة وراح يعقد اجتماعات مع مسئولي بعض الدول دون تخويل من رئاسة الدولة التونسية ومن ذلك الاجتماع الذي أثار استياءً وغضباً عارماً عند الشعب التونسي وحكومته وذلك حين التقى الغنوشي بالرئيس التركي أردوغان في أنقرة دون تخويل من رئيس الدولة.. هكذا هي أساليب جماعة الإخوان وقياداتهم منذ الأزل.. ومن يبحث عنهم يجدهم في كل مكان من هذا العالم يبحثون عن أي ثغرة تمكين لهم لينفذوا مخططاتهم البشعة.
ووسط ازدياد السخط الشعبي من جماعة الإخوان التونسية والذين يمثلون حركة النهضة وفي ظل التطورات التي شهدتها الساحة التونسية خلال الأيام الماضية يُطرح سؤال يدور في الأذهان منذ زمن تُرى هل التغيير الذي تشهده تونس اليوم سيؤدي إلى أفول هذه الجماعة من دولة تونس على غرار ما حدث مع إخوان مصر وبالتالي يسدل الستار على حقبة الإخوان بشكل عام وينتهي عصرهم السيئ تماماً من عالمنا العربي نتمنى ذلك.