خالد الربيعان
شيء غريب لكن احتملني.. تشاهد فيلمًا عربيًا، انتظر للنهاية، قم بإحصاء الأسماء التي في مجموعها تمثل فريق عمل الفيلم أو العمل الفني، قد يأخذ منك هذا نصف دقيقة على الأكثر، قم بعدها بمشاهدة فيلم أجنبي.. ولو كان في نظر النقاد والجمهور فيلماً ضعيفاً.. ستجد الوقت يمتد - في النهاية.. أسماء فريق العمل من فنانين وكتاب السيناريو والمصورين وفنيين وحتى العمال - إلى 5 دقائق!
قائمة طويلة قد تمل منها وأنت تشاهد، المعنى: كثرة الكوادر والعقول بشكل عام.. فريق العمل المبدع هذا على اختلاف وظائف كل فرد فيه: معناه..حتمياً: عمل أرقى وأقيم وأكثر احترافية.. يدوم لزمن أكبر.. قد تشاهد فيلماً من أربعينيات القرن الماضي في 2021.. فقط لهذا السبب.
مللنا من الأسماء نفسها.. الوجوه الإعلامية نفسها.. الكلام المكرر نفسه.. العدد الصغير نفسه الذي يمثل مجموعة معينة.. وبرنامج أو اثنان على الأكثر.. ولأجلك نقول ثلاثة.. منهم ديوانية.. اختصار ما يحدث فيها بعد كل فعالية أو حدث أو مباراة مهمة: جلسة، قهوة، مهاوشات.
الموسم القادم تستمر المنظومة الرياضة في المستوى «الصاعد» نفسه منذ 5 سنوات، أمر جيد، فعلاً طفرة مستمرة لا شك، ما لفت نظري بشكل شخصي فيها - وما أهمني بالكلية - المستوى الفني والنتائج الغريبة وغير المتوقعة حتى في مباراة بين أحد أندية قاع الجدول وأحد الكبار.
كل موسم في السنوات الأخيرة كان فيه ما يميزه، بداية من الدعم ثم تغيير الهوية والهيكلة الفنية والإدارية وتطوير الجمعيات العمومية وإدارات الأندية واستحداث شركات الأندية الاستثمارية حتى تمائم الأندية وشعاراتها، هذا الموسم أول طريقة بث فعلاً «مجدية».. و»فاعلة» على أرض الواقع.. القنوات السعودية SSC ستقوم ببث الدوري.. والتقنية المجانية في زمن التشفير على المستوى العالمي.. على منصة شاهد وعلى القمر العربي «عرب سات»، ليتاح حتى للجميع خارج المملكة.
الأهم في هذا هو تسويق سلعة الكرة السعودية: يعرف الجميع - أكثر من الأول - الأندية السعودية وما تقدمه على أرض الملعب، المحترفين وأسماءهم والتنافسية بين الأندية والنتائج والأهداف و»الجو العام الشديد الخصوصية» المميز لدوري المحترفين هنا.
ثانياً تسويق الدوري السعودي بهذا الشكل المجاني معناه لا شك جذب رعاة ومستثمرين في المستقبل القريب، وهو خدمة كبيرة لمرحلة التخصيص، بالإضافة: مال يدخل لخزائن الاتحاد والأندية من الرعاة.. بالتالي إراحة القيادة الرياضية والسياسية أيضاً التي تتدخل عند المشكلات والقضايا المالية التي تصل للاتحادات الدولية نتيجة عجز الأندية المالي والإداري في بعض الأحيان.
طريقة البث المجانية نفسها بالمناسبة ستمكِّن الجميع من مشاهدة جميع الفعاليات والأحداث الرياضية العالمية التي تستضيفها المملكة «بعيداً عن كرة القدم»و هي كثيرة جداً.. وهذه فائدة أخرى للدولة وتسويق اسمها أكثر وتأكيد قدرتها على استضافة فعاليات عالمية مستمرة منذ سنوات.
أخيراً..
البث أيضاً يشمل جميع بطولات الاتحاد الآسيوي AFC وتصفيات كأس العالم «أخيراً»، وكأس الأمم الآسيوية القادمة في الصين، و..دوري أبطال آسيا.. عبر باقة وبمبلغ وقدره!!.. وهذا في رأيي الإنجاز الأكبر لصناعة الرياضة السعودية على الإطلاق في تاريخها.. «يكفي أنها ضربة كبرى للمحتكرين ولمفهوم الابتكار ولو كانت بتقنية أقل» .
+90: عودة للفقرة الأولى.. لابد لهذه المنظومة الإعلامية السعودية الجديدة أن تتبع نهج الفيلم الأجنبي.. من حيث «كثرة الوجوه وكفائتها»، وهي مصلحة للجميع.. «صحية» بالمقام الأول.. ستقل مبيعات أدوية الضغط والأعصاب بلا شك.. وسيجلس من كان محسوباً على الإعلام الرياضي في بيته ليتقهوى بعيداً عنا.. أرجو ذلك .