عبدالله العمري
جاءت مشاركتنا في أولمبياد طوكيو 2021 سلبية جداً ولم نتمكن من تحقيق أي ميدالية في جميع المنافسات التي شاركنا فيها، والآمال لا زالت معلقة على نجمنا في لعبة الكاراتيه طارق حامدي في آخر مشاركة لنا في هذا الأولمبياد يوم السبت المقبل.
مشاركتنا الضعيفة والخجولة في هذا الأولمبياد يجب أن تعطينا دافعًا من اليوم للعمل على صناعة نجوم أولمبين سعوديين قادرين على المشاركة وتحقيق الميداليات مثل بقية الدول الأخرى.
وصناعة النجوم الأولمبين ليس بالأمر السهل ولا يمكن أن يتم بين يوم وليلة أو قبل الذهاب للأولمبياد بأشهر معدودة، بل هو مشروع كبير ويحتاج لسنوات طويلة من العمل عليه ومن ثم بعدها يتم تحقيق الأهداف المرسومة له.
أجمل ما في مشاركتنا في أولمبياد طوكيو 2021 هو تواجد الأمير الشاب صاحب الطموح العالي الأمير عبدالعزيز بن تركي وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية في قلب الأولمبياد وقدم كل أنواع الدعم لنجومنا من أجل تحقيق منجز للرياضة السعودية لكن ذلك لم يتحقق لأننا نحتاج لوقت طويل جداً من الوصول لمنجز في الأولمبياد.
أعتقد أن تواجده عن قرب بكل تأكيد سيكشف له الكثير من الخبايا والخفايا في الألعاب الأولمبية وتجعله أكثر قدرة على العمل على وضع خطة وإستراتيجية طويلة لكافة الاتحادات الرياضية واللجان الأولمبية تكون معها قادرة على صناعة نجوم أولمبين سعوديين قبل أولمبياد فرنسا 2024 رغم قصر المدة التي تفصلنا عنه، لذا يجب أن يكون التركيز الأكبر على أولمبياد عام 2028 وهو الهدف الذي يجب أن تعمل عليه كافة اتحادتنا الرياضية منذ هذه اللحظة.
ولعل أول خطوة وأهمها هي أن معظم اتحادتنا الرياضية الحالية ستنتهي فترتها وسندخل مرحلة أخرى مع اتحادات رياضية وأسماء جديدة سيتم تشكيلها خلال الفترة المقبلة، ويجب أن تكون الأسماء الجديدة التي سيتم انتخابها وترشحها أن تكون من أصحاب الخبرة ومَن سبق لهم الممارسة كلاعبين في اللعبة نفسها لكي يتم الاستفادة من خبرتهم.
فتشكل صناعة البطل الأولمبي واحدة من المهام الرئيسة للاتحادات الرياضية واللجان الأولمبية في مختلف دول العالم، ويعمل الجميع على خلق جيل أولمبي قادر على تحقيق نتائج طيبة في المنافسات الأولمبية وتحقيق الميداليات، وهذا الأمر ليس سهلاً فهو يحتاج إلى تعاون أطراف عدة، منها الأسرة والمدرسة والمؤسسة الرياضية والرياضي نفسه فضلاً عن الإعلام.
فمرحلة صناعة نجم أولمبي بالصدفة ولى زمنها تماماً ويجب العمل من اليوم على صناعة نجوم أولمبيين وفق دراسة وخطط معينة، والأهم هو الاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي نجحت في صناعة العديد من الأبطال الأولمبيين.