الحمد لله على قضائه وقدره وتصريفه في جميع الأحوال ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم في صباح يوم السبت 7-12-1442هـ وصلتني رسالة نعي وتعزية في الزميل الإعلامي والأخ العزيز والصديق الأثير/ أبو خالد ناصر بن إبراهيم العريج -رحمه الله- بعد معاناة مع المرض وقد صلي عليه ودفن في حوطة سدير عصر نفس اليوم، وحينما تنعي أخاً كريماً وصديقاً وفِياً وإعلامياً متمكناً تجد نفسك حائراً ومشتت الفكر كيف تبدأ وقد تزاحمت الذكريات والمواقف أمامك، خاصة وأن التواصل الهاتفي كان لا ينقطع بيننا سواء للسلام أو للسؤال عن الحال أو النقاش حول أمر ما أو التعليق على خبر أو التداول في مواضيع إعلامية أو اجتماعية مختلفة، كما كان يحرص رحمه الله بالزيارة وحضور اجتماعاتنا الأسرية، حيث ما زالت كلمته ترن في أذني اعتبر نفسي واحداً منكم وأخاً لكم وكان لا يحرص أن يحضر اجتماعنا ثاني كل عيد يشاركنا فرحة العيد ويتناول الوجبة معنا ويتحفنا بتعليقاته الجميلة وقفشاته المميزة وحفظه للأشعار أو قراءته على غرار الشيخ علي جابر حيث كان محباً له جمعهما الله في جنة قطوفها دانية مرت عليه ظروف قاسية بوفاة والده ثم ابنه محمد رحمهما الله ومرض والدته شفاها الله وما كان يعانيه من بعض الأمراض المزمنة، ولكن كل هذا لم يثنه عن واجباته الاجتماعية وحرصه على رسالته الإعلامية وحبه للناس واجتماعه بهم لم يتخل هو وأخوته عن عادة أبيهم في فتح باب منزله للضيوف فقد خصصوا بين العشائين يومياً لاستقبال أصدقاء والدهم ومن كان يعتاد ريادة منزلهم وهم يهشون ويبشون لكل قام. كان لأبي خالد دور إعلامي بارز سواء لحوطة سدير خاصة أو باقي مدن سدير عامة، حريص على إظهار أخبارها ومناسباتها وطلباتها لم يثنه أي شيء عن ذلك، كان صاحب ابتسامة دائمة ومحبة للناس صافية لا يحمل في نفسه على أحد. لقد فقدت سدير أحد أبنائها المخلصين الحريصين على تقدمها ورقيها وإبرازها إعلامياً ورجلاً محباً محبوباً لا يوجد بينه وبين أحد شحناء.
إنني أكتب هذه العبارات والألم ما زال يتعصرني والأحزان تكسوني وإن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا على فراق ناصر لمحزونون ولكن لا نقول إلا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
صادق العزاء لأم ناصر ولأم خالد ولأخوانه ولأخواته ولأبنائه ولبناته ولأسرة العريج كاملة ولمحبيه الكثر اللهم أن عبدك ابن عبدك ابن أمتك بين يديك اللهم أكرم نزله والن مرقده ويمن كتابه ويسر حسابه وارفع درجاته وغسله بالماء والبرد ونقه من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم جازه بالحسنات إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً.
** **
عبدالرحمن بن محمد السلمان - أبو عدنان سدير