أحمد المغلوث
في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من تردي الأوضاع في «الأحواز» العربية والتي يتهددها من قبل النظام الإيراني المستبد بات الشعب الأحوازي يعاني كما هو مشاهد في الإعلام من خلال تجفيف أنهار الأحواز في محاولة مستمرة في «تعطيش» الأحواز الممنهج والمستمر منذ عقود، حيث باتت ظاهرة التجفيف للأراضي فيها واقعاً معاشاً يعاني منه شعب الأحواز. ورغم ما يقوم به هذا الشعب المغلوب على أمره منذ احتلال النظام الإيراني للأحواز الغنية بالنفط والأراضي الخصبة والتي باتت غير ذلك مع ما يتخذه النظام من أساليب قمع وحشية ولا إنسانية لإجبارهم للهجرة من أراضيهم والتخلي عن نشاطاتهم الهادفة إلى التحرر والتخلص من سيطرة النظام الفارسي الذي دمر «الأحواز» على مر الأيام.. والمتابع لما يعانيه أهل الأحواز من ظلم وقع عليهم منذ مجيئه إلى السلطة وقيامه بالإجراءات التعسفية غير المسؤولة تجاه الأحواز وجيرانه في العراق، ومحاولة السيطرة على دول أخرى كسوريا ولبنان واليمن، بل راح ينشر القلق في المنطقة. وكما يشير التاريخ فمنذ عام 1980م والنظام الإيراني يواصل مسيرته الممنهجة وبصورة مستمرة، رغم ما قامت به العديد من دول المنطقة من محاولة إيقافه عبر مختلف الوسائل الدبلوماسية وإثارة النوازع الإسلامية والأخوية وشرح مخاطر وتبعات اندفاعه نحو طموحاته وتطلعاته التوسعية ونشر طائفيته غير المقبولة لدى شعوب المنطقة.
وتواصلت وعبر العقود الماضية المساعي المستمرة التي بذلتها المملكة إضافة إلى المنظمات الدولية والمؤتمرات الإسلامية وغيرها ودول عدم الانحياز لم يعر لها النظام الفارسي السادر في غيه والحالم بسيطرة شاملة على منطقة الشرق الأوسط، بل وأبعد من ذلك.وإنما استمر في تدخله في دول المنطقة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أو من خلال توظيف «طوابير خامسة» تعمل بسرية وحرفية في تنفيذ أجنداته وبرامجه بل وتشارك في تعزيز دوره في لبنان وسوريا واليمن وقبل ذلك في العراق. وبات العالم كل العالم على دراية واضحة بأدوار النظام الفارسي في ما تعانيه بعض دول المنطقة التي تركت الحبل على القارب الإيراني ليأخذ راحته في قيادة ما حدث ويحدث فيها والتي بات هذا النظام يتحكم فيها وما فيها.. فاستمرار «الحوثي» في غيه وعدم الرجوع للحق جعل من العديد من مناطق اليمن لقمة سهلة التناول بفضل الدعم الفارسي، فهو ما زال الممول الدائم والمستمر للسلاح له، وهذا ما أثبتته الوقائع وأختام النظام الموجودة على بقايا وشظايا المقذوفات الموجهة لمدن المملكة. واليوم نرى هذا النظام بات مكشوفاً أمام العالم وبان للناس حقيقته.. وتطلعاته.. فهو دائماً رافض المساعي التي تقوم بها الدول الخليجية والعالم لإنهاء الوجود الحوثي والعودة للشرعية، مما يدل على أن نية النظام المبيتة لاستمرار «الحوثي» في عدوانه ضد أشقائه من الشعوب اليمنية الذين راحوا يعانون من جرائمه وصواريخه وحرمانهم من حياة كريمة في زمن تسعى جميع دول العالم إلى تحقيق الأفضل لشعوبها وتوفير حياة كريمة آمنة ومستقرة بعيداً عن هدر حياتهم في حروب بائسة يائسة أكلت الأخضر واليابس سببها تعنت «الحوثي» ودعم النظام الفارسي له.. وماذا بعد ماذا يريد النظام الفارسي.. هل يريد أن يموت الشعب اليمني وكذلك الشعب الأحوازي؟.. هل هذا يشرف نظامهم ويبرزهم كدولة إسلامية.. حامية للقدس.. وداعمة للسلام وعاشقة للتضامن الإسلامي؟.. أم أن ذلك مجرد كلام يردد في مختلف وسائل الإعلام؟.. والحقيقة كلام عليه «السلام».