سهوب بغدادي
فيما يواجه الموظف التوتر من العمل في بعض الفترات خلال مسيرته المهنية، قد يخفف دور المؤسسة وإدارتها المعنية من هذا الشعور السلبي لتعزز الروح الإيجابية في مكان العمل بهدف تحقيق النمو والتطور والأهداف المرجوة من الموظف والمؤسسة ككل. في حين تعرف بيئات العمل الصحية والإيجابية بسمات وأهمها، التعاون والتمكين والدعم والتطوير والمرونة وتعزيز سلامة الموظف من خلال توثيق أواصر العلاقات بين الموظفين وأسرهم وما إلى ذلك، المفارقة تكمن في أن هناك منظمات لا تدفع مرتبات عالية، إلا أن معدلات التسرب الوظيفي متدنية، فبحسب الكاتب «ستيف سكوت» أن التسرب الوظيفي للقوى العاملة يعرف برغبة الموظف في ترك عمله الحالي سواء برغبته أو برغبة المنشأة. إن القضية لا تكمن في إيجاد فرصة عمل للفرد بقدر محاولة إيجاد بيئات عمل تلتزم بمعايير تلبي رغبات الفرد والأفراد المتعلقين به وتحقق الاستقرار الوظيفي. من هذا المنطلق، أعجبت بعدد من بيئات العمل الجاذبة للموظفين، فبحسب موظفة سابقة في شركة تأمين أنها لم تكن ترغب في ترك الشركة لأنها كانت تشعر بالسعادة كل صباح عندما تذهب إلى العمل، صحيح أن العمل صعب والأهداف المطلوب تحقيقها تشكل تحدياً يومياً إلا أن بيئة العمل الإيجابية والمريحة ساهمت في توازن الموظف ويومه ليصبح أكثر إنتاجية ويجد الدافع الذي يجعله يبذل جهده بشكل متواتر. وفقاً للموظفة السابقة أنه كان لديها «تارقت» شهري وأنه أمر مزعج قليلا إلا أنها أحبت بدء يومها بالذهاب لنادي الشركة الرياضي من ثم الجلوس في غرفة الاسترخاء الوثيرة والتمتع بروح الإيجابية والاهتمام من فريق التواصل الداخلي ضمن المنظمة.
يجدر بالذكر أن الموظفة تركت عملها لتلقيها عرضاً وظيفياً براتب أعلى بكثير.
أيضا مرت على مسامعي قصة أجمل، من موظفة في إحدى شركات التجارة الإلكترونية المختصة بالغذاء، حيث عني فريق التواصل الداخلي بإسعاد الموظفين، من خلال عمل المسابقات «البحث عن الكنز» مثلا والمقابل 3 آلاف نقطة في تطبيق إلكتروني ما. علاوة على محاولة إحدى الهيئات مفاجأة موظفيها بأخذهم ذات يوم في رحلة خارج الرياض دون إخبارهم بالوجهة، ليجدوا أنفسهم في أحد المنتجعات التي تتمتع بأجمل الإطلالات الجبلية خارج مدينة الرياض دون مناسبة تذكر، فقط لشكرهم وإظهار الامتنان لهم على جهودهم المقدمة خلال الفترة الماضية! أليس كل ذلك جميلاً؟ فعلى جميع الجهات وإدارات التواصل الداخلية أن تسأل وتراجع نفسها إن كانت تؤدي عملها على أكمل وجه، فما يأخذه العمل والتوتر من الموظف يتم تعويضه من خلال المبادرات وإدخال السعادة على نفوسهم، ليصبح المعيار الأساس «الذكرى» التي يحملها الموظف والرصيد المرتفع من الأمور الجيدة التي اختبرها داخل الكيان.
«بيئة العمل الجيدة هي الميزة الوحيدة المُنافسة التي يمكن الحفاظ عليها والتحكم بها من قبل المنظمة».. «ديفيد كمنقز»