إيمان الدبيّان
لن أبدأ المقال بمقدمات، وسأكتب رسالتي مباشرة بلا تلميحات، الشكر عنوانها، والفخر والمصداقية مضمونها، والحب حبرها، والوطن صفحتها، والمرسل إليه ولي العهد قائد التطورات في كل شؤونها، وفاتح نوافذ الحياة الصحيحة للشعب في جميع طيوفها.
أكتب هذه الرسالة في كلمة واحدة فقط وهي: (شكرًا) للأمير محمد بن سلمان، أكتبها في هذه الفترة تحديدًا التي يبدأ السياح من الخارج في التوافد على أرض الوطن؛ للاستمتاع بأوجه سياحتنا المتنوعة والمتفردة، أكتبها في الفترة التي أرى ملامح ثقافتنا بزيّنا، وتراثنا، ورمزية العديد من مناطقنا تضيء المحافل الرسمية داخليًا وخارجيًا، أكتبها في الفترة التي تحققت فعليًا فيها مقولة الأمير محمد بن سلمان: (لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة، سوف ندمرهم اليوم، لأننا نريد أن نعيش حياة طبيعية تترجم مبادئ ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة، ونتعايش مع العالم ونسهم في تنمية وطننا والعالم). نعم تحققت هذه المقولة؛ لأننا فعلاً بدأنا نتعايش مع العالم، وبدأنا نعيش حياة طبيعية، بدأنا نعرف بلدنا وكأننا لم نعرفها من قبل، كأننا نكتشفها اليوم، كأننا استبدلنا عقول وفكر شبابنا بأخرى مع أنها في الحقيقة موجودة؛ ولكنها كانت خلف أبواب موصودة كُسِّرت اليوم أقفالها، وشُرعت للحياة أبوابها، فَلاحَ نور التغيير، وظهرت أشعة التطوير في كل شيء؛ ولكني تناولت هنا أسطعها ظهورًا، وأكثرها للعالم إدراكًا وبروزًا في مثلث قائم الزاوية أضلاعه الترفيه، والسياحة، والثقافة، لم نعد بحاجة مُلِحّة لحمل حقائبنا للاستمتاع بفنون نحن ننتجها، وأبناؤنا يؤدونها، وقنواتنا تذيعها ولكن خارج وطننا فقد أصبحت على مسارح مدننا ومحافاظتنا، لم نعد نشعر بلهفة السفريات الصيفية إلى شواطئ كان وماربيا وغيرها لنستمتع برحلات بحرية في ليالٍ مقمرة، أو رحلات غوص مبهرة؛ لأننا استقبطنا السفن على ضفاف شواطئ الوطن البكر في طبيعتها والغنية بشُعبِها، لم نعد ننتظر صيف الضباب اللندني فهو على مدار العام في ربوع الجنوب بألوان الطبيعة الأخضر والوردي والبنفسج والأرجواني، لم يصبح شغفنا بالآثار محصورًا بمدن العالم القديمة فشغفنا اليوم مرتكز بمعرفة آثارنا التليدة، ليس هناك حاجة اليوم لذهاب بناتنا وأولادنا للخارج ليثبتوا حرفيتهم وموهبتهم فكل ما يحتاجونه متاح، وكل حق غُيِّب أصبح اليوم في قائمة السماح بلا تزمت متخلف ولا احتيال بسد ذرائع متطرف.
لذلك أكتبها لسموه شكرًا، وكم أتمنى أن أقولها أمامه من القلب للقلب شكرًا، شكرًا أخذت بأيدينا إلى مصاف التقدم العالمي، شكرًا غيرت مواقعنا في كثير من مستويات الترتيب الدولي شكرًا، كنت وما زلت لنا ونحن بك ومعك نعيش أرقى وأجمل حياة طبيعية أجزم أن الكثير في الدول المتقدمة يتمناها ويطمح بها.