إبراهيم الدهيش
- ما إن وضعت القرعة منتخبنا الأولمبي مع البرازيل وألمانيا وكوت ديفوار إلا واتفقت الغالبية على أنها مجموعة حديدية وساد شعور بأننا لن نذهب أبعد مما ذهبنا سواء في لوس أنجلوس (84) أو أتلانتا (96)!
-وبرغم التصنيف الاستباقي المتدثر بالخوف المتخم بالإحباط كان بالإمكان أفضل مما كان والأفضل هنا ليس بالضرورة تحقيق إحدى الميداليات، فالمشوار يبدو ما زال طويلاً لتحقيق ذلك الحلم لاعتبارات عديدة ربما أتطرق لها في مقال قادم لكنه ربما ينقلنا لمرحلة تالية نتجاوز من خلالها على الأقل حاجز الانكسار والإحباط الملازم لنا منذ أول مشاركة لنا!!
-نعم كانت الطموحات أكبر وكان العشم بالقدر نفسه استنادًا على ما حظي به هذا المنتخب من دعم ومؤازرة وبما وفر له من إمكانيات وهيئ له من أجواء محفزة وأدوات مساعدة سواء من قبل الوزارة أو الاتحاد السعودي لكرة القدم لكن الأماني شيء والواقع شيء آخر!
-وبقراءة شخصية تحتمل الصواب والخطأ أستطيع أن أقول إن مسؤولية خروجنا من الأولمبياد (بخفي حنين) تقع على إضلاع المنظومة دونما استثناء وإن كانت بنسب متفاوتة.
-فالإدارة يبدو لي أنها (سلمت الخيط والمخيط) ومنحت الجهاز الفني الصلاحيات كافة دونما أي مناقشة أو حتى إبداء وجهة النظر خاصة فيما يتعلق بتحديد الأهداف واختيار العناصر وبعض العناصر لم تظهر بالمستوى الذي كنا نأمله والمحصلة النهائية أثبتت تواضع الكادر التدريبي في إدارة وقراءة المباريات قبل وأثناء ظهر ذلك جلياً في توظيف العنصر والاستفادة من (الدكة) وفي معالجة الأخطاء البدائية المتكررة ناهيك أن اختيارات عناصر فوق سن الـ(23) لم يكن موفقًا على اعتبار أنه كان من الأولى التفكير في حماية المرمى من خلال تقوية متوسط الدفاع والذي ثبت أنه أحد أسباب هذا الخروج المركون خط الدفاع هو صمام الأمان ومصدر اطمئنان للفريق زد على ذلك (توليفة) محوري الوسط الذين غلبت عليهم النزعة الهجومية مما ساهم في تعدد الثغرات الخلفية!
وعلى أي حال خرجنا في ثالث مشاركة بـ(9) هزائم وبلا أي فوز أو حتى تعادل ويبقى الأهم في الاستفادة من أخطاء تلك المشاركات ومعالجة سلبياتها وتعزيز إيجابياتها دونما ردات فعل متسرعة والعمل على منتخب دون الـ(20) عامًا والذي للتو حقق بطولة العرب وتحضيره كنواة لمنتخب أولمبي باستطاعته الوصول والمنافسة في أولمبياد (33) في فرنسا.
تلميحات
-بلغة الأرقام تعتبر مشاركتنا في أولمبياد أتلانتا هي الأقل في استقبال شباكنا للأهداف (5) أهداف بينما يعتبر أولمبياد لوس أنجلوس أكثرها (10) أهداف تليه مشاركتنا الأخيرة في طوكيو (8) أهداف!
- تعيش كرتنا ندرة في المهاجمين المحليين إلا أنه يمكن معالجة ذلك (تكتيكيا) في حين أن ندرة لاعبي متوسط الدفاع سيبقى هاجسًا مقلقًا لمستقبل كرتنا السعودية!
-وفي مبارياتنا الثلاث ظهر منتخبنا الأولمبي في الشوط الأول بمستوى أكثر من جيد بينما انخفض أداؤه وبشكل لافت في الشوط الثاني مما يطرح أكثر من علامة استفهام!
-بعد مباراة ساحل العاج اكتشف جهازنا الفني أنه ليس لديه سوى مهاجم وحيد!
-وصناعة البطل الأولمبي في الألعاب الفردية يجب أن يكون أولوية مستقبلية يسهم القطاع الخاص باحتضانه وإعداده ورعايته فهي فرصتنا لتحقيق الميداليات خاصة وأن الحصول عليها في كرة القدم على الأقل في المدى القريب يبدو من الصعوبة بمكان!
-ويبقى اللاعب الأولمبي مرأة لجودة التدريب والإعداد والتأسيس داخل الأندية وانعكاس لمستوى المسابقة المحلية.
-وفي النهاية أقول: بالرغم من أنه لا يمكن إغفال جهود ومساهمة عدد من مدربينا الوطنيين في إضافة العديد من المكتسبات للوطن خاصة على المستوى الإقليمي والقاري إلا أنني أتفق مع أخي وزميلي صالح الهويريني عندما أشار أبو إبراهيم إلى عدم نجاح المدرب الوطني في الاستحقاقات العالمية مما يؤكد الحاجة في مثل هذه المحافل العالمية لكوادر تدريبية عالية المستوى تمتلك الخبرة والعلمية. وسلامتكم.