من أجل حياةٍ هانئة هادئة، ونفسٍ مطمئنةٍ راضية، علينا الاهتمام بصحتنا النفسية والجسدية.
العناية بالروح والجسد على حدٍ سواء.
الجسد وطن الروح ومكان مستقرها، والروح شعلة الحياة والحب والأمل...
للأسف نعي ذلك متأخراً بعد أن تُستَنفد أكثر طاقتنا وأعمارنا في العطاء، وأكثره ذهب سدى.. دون جدوى.
يقول برتولت بريشت: (المُحزن في الحياة هو ليس أن الحياة قصيرة، إنما المحزن هو أننا نبدأ الحياة متأخرين).
لكن لا بأس فـ«ما لا يدرك كله لا يترك جله»
وكلما تقدمنا في العمر علينا غربلة اهتماماتنا وأفكارنا، لنتحرر من أشياء تُثقل كاهلنا دون طائل، نحتاج للهدوء والسلام، فالحياة قصيرة، وقد أضعنا أكثر من نصفها تقريباً في أمور تخص الآخرين.
يقول المتنبي:
خَليلُكَ أَنتَ لا مَن قُلتَ خِلّي
وَإِن كَثُرَ التَجَمُّلُ وَالكَلامُ
آن الأوان أن نعي وندرك أن نعتني بأنفسنا أولاً، صحتنا هي الركيزة التي سنرتكز عليها في مُقبل الأيام، ليس هناك ما يعادلها.
يقول زوربا اليوناني: (يجب أن تهتم بالجسد، اشفق عليه، أطعمه، فهو حمارنا الصغير، فإذا لم تطعمه، تركك في منتصف الطريق) فإن تركنا واتكأنا على الآخرين، فأقرب الناس سيتمنون لنا حسن الخاتمة.
يقول ماركوس اوريليوس:
(لن يبقى سوى هذا؛ حصنك الصغير الذي بين جنبَيك، فأْوِ إليه... كن سيد نفسك)
وأنا أكتب العبارة السابقة تذكرت قول الشاعر الثبيتي:
(سَيِّدِي لَمْ يَعُدْ سَيِّدِي
ويَدِي لَمْ تَعُدْ بِيَدِي)
فأصابني الرعب، بالرغم من اختلاف السياق، اللهم متعنا بصحتنا وعافيتنا ما أحييتنا.
بعض المشاكل تركها دون تفكير زائد، ومراقبتها دون مقاومة، أفضل، هي تريد أن تمرّ من خلالك فقط، ثم تنتهي، ولنثق بأن لطف الله دائماً يحيط بنا ويحتوينا.
(وإذا العناية لاحظتك عيونُها
نم، فالمخاوف كلّهنَّ أمانُ)