عبدالعزيز بن سعود المتعب
لست بصدد الحديث عن تجربة علي المفضي -رحمه الله- المتبلورة تماماً كشاعر متميز، ولا حضوره التراكمي كأحد أبرز الأسماء الإعلامية التي قدّمت للأدب الشعبي الكثير سواء في مساهمته بإصدار أول مجلة شعبية في الثمانينيات الميلادية «الغدير» أو حضوره الثابت في نظيراتها مثل «المختلف وفواصل» وغيرها لأن كل ذلك لا يخفى على كل متابع وراصد وموثّق منصف بالإضافة لتقديمه -رحمه الله- لبرامج ناجحة عبر الأثير ومنها ما قدّمه عبر الإذاعة السعودية مثل برنامج (الخيمة الشعبية) وكذلك برامج عبر القنوات الفضائية من أشهرها (قناة الساحة) ونجاح أمسياته العديدة التي سبقت وأعقبت إصدار ديوانه (أسرار) عام 1414هـ ناهيك عمّا وهبه الله من صوت شجي مؤثر في إلقاء الشعر بتمكّن، فعلي المفضي -رحمه الله- ليس فقيد الشعر الذي أحبه وبادله المحبة وأفضى ذلك لتميزه، بل فقيد الشعراء أيضاً الذين أحبوه لرقي تعاطيه معهم وتفعيله للجانب النقي من الرابطة الأدبية التي هي من أوثق الروابط التي تربطه بهم، وعلي المفضي كإعلامي وشاعر فقيد النبل والنقاء وعزّة النفس فلم يتخذ شعره وسيلة للتسوّل ولم يوظف قلمه النزيه للوصولية والمصالح الذاتية والمآرب الشخصية بل كان زاهدا بالمال وأنموذجاً مشرّفاً في وطنيته وحبه لولاة أمره وجسّد كل ذلك في قصائده الوطنية الجزلة إلى أن رحل من هذه الدنيا الفانية.
وقفة: للصديق والزميل الشاعر علي المفضي -رحمه الله-:
لو عذابي يطول وهم قلبي يزيد
عزّة النفس عندي فوق كل اعتبار
لي مع النجم طول العمر همٍ وكيد
عاشق الصدق واضح مثل شمس النهار
أرتفع عن دنايا النفس وأبعد بعيد
في عطش عمري أشري لذّة الانتصار
لو يمر ألف عيد بدون ثوبٍ جديد
ما تعيّدت مثل الدون بالمستعار
ولو يجف البحر والاّ يشيب الوليد
ما تنازلت عن مبدأ جعلته مسار