سلطان بن محمد المالك
مع انطلاق رؤية المملكة 2030 شهدنا تحولاً وتغيراً كبيراً في ظهور الجهات الحكومية (وزارات وهيئات) لجمهورها الداخلي والخارجي. فكل جهة أصبحت حريصة جداً على إيصال مهامها والأدوار المناطة بها وكذلك نشر رسائلها الإستراتيجية لجمهورها المستهدف بالشكل الأمثل الذي يصل للجميع بشكل مناسب واضح.
فلم يكن في السابق هناك اهتمام لدى الجهات الحكومية في استخدام الإعلان، ومع ما تشهده السعودية الجديدة من أحداث وتغييرات بدأنا نشاهد ظهوراً قوياً ورائعاً على المستوى الإعلاني لهذه الجهات، بل لا نبالغ إن قلنا إنها تفوقت على القطاع الخاص في ذلك وأصبحت إعلاناتها في بعض المناسبات مثل اليوم الوطني هي الأفضل والأميز.
ما دعاني للكتابة حول هذا الموضوع هو مشاهدتي لإعلانين هذا الأسبوع لجهتين حكوميتين وفيهما خروج عن النمط التقليدي في الإعلان ونشر الرسائل التوعوية بشكل واضح يصل للشريحة المستهدفة بشكل بسيط وواضح مستخدمين أسلوب القصة أو التواكب مع ما يحدث في المجتمع من أحداث. فعلى سبيل المثال وزارة وهيئة السياحة أطلقوا إعلانًا عن روح السعودية وتشجيع السياحة في منطقة عسير والباحة (مستخدمين رسالة بلغة بسيطة لأحد أبطال مسلسل محلي دنياك سفر... تراك ما شفت شيء منها!) معتمدين في إيصال الرسالة على مجموعة من الممثلين الذين برزوا مؤخرًا في أحد الأعمال الفنية وأصبح لهم جمهورهم ومتابعينهم. وهؤلاء قاموا بالتجربة الحقيقية في التمتع برحلة سياحية مصورة ونشروها في الإعلان.
ومثال آخر جريئ قامت به الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس بإطلاق إعلان توعوي (لا تجيب أي شيء) عن خطر استخدام التوصيلات الكهربائية رديئة الجودة، من خلال إنتاج إعلان محلي مع فرقة شعبية للسامري، ومن خلال الإعلان استطاعت أن توصل للمتلقي الرسالة المطلوبة بشكل جميل وخارج عن المألوف وغير ممل.
الشرائح المستهدفة الآن تغيرت والوصول لها عبر وسائل الإعلان التقليدية والرسائل القديمة أصبحت أقل نجاعة، والأسلوب الأمثل الآن هو مواكبة التغيير من خلال الخروج بإعلانات تحكي المرحلة وتعيش ما يطلبه المشاهدون وليس ما يعجبنا مع التأكيد على الحفاظ على العادات والتقاليد والذوق العام في أي إعلان يتم إنتاجه ونشره.