تعتبر الموهبة طاقة كامنة لدى الشخص، وهي قدرة غير عادية في فن أو فكر أو إبداع تميز الشخص عن غيره من أقرانه وتختلف الموهبة عن الاحتراف، فالموهبة فطرية لا تكتسب، أما الاحتراف فيأتي من الممارسة والتدريب.
وقد يكون الإنسان موهوباً في مجال ما وتبقى هذه الموهبة دفينة فكره لعدم إتاحة فرصة لاكتشافها، وقد يكشفها الشخص ولكن لا يجد من يدعمه لينميها فتضمر أو تختفي أو تهمل ولا يتم الاستفادة منها.
وقد يعيش الإنسان سنين طويلة من عمره قبل أن يكتشف موهبته أو ينميها.
وفي ظل رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله (رؤية 2030) حرص أمير الشباب على تنمية المواهب والإبداع واكتشاف طاقات الشباب الكامنة والعلو بهممهم التي تعانق أعلى القمم، فبدأ الشباب السعودي يتشجع ليطور إبداعه ويكتشف مواهبه في شتى المجالات من رياضة وثقافة وعلوم وفن وغيرها.
ولأن الفن التشكيلي هو لغة الحياة والجمال وتاريخ الحضارة وهو الموهبة الكامنة لدى غالب البشر، لذلك نجد الأطفال غالباً ما يحاولون التعبير عن مشاعرهم بالرسم.
ونظراً لارتفاع الذائقة الفنية وازدهار الوعي الثقافي أصبح الفن التشكيلي جزءاً رئيساً في أسلوب الحياة وجمالياتها إضافة لاهتمام الحكومة الرشيدة بالفن التشكيلي بشكل مباشر حتى أصبحت أغلب المقرات الحكومية تتزين بالإبداع التشكيلي الوطني إضافة إلى الميول العام لهذه الفنون مما دفع الشباب الطموح إلى الخوض في تجربة الرسم واكتشاف المواهب الكامنة لديهم، حيث إن الوسائل أصبحت متاحة للتغذية البصرية وتعلم المبادئ بسهولة إضافة إلى أن التربية الفنية في التعليم زاد الاهتمام فيها حتى أصبحنا نجد فنانين بمراحل تعليمية مبكرة، وكل ما سبق كان سبباً مباشراً لرؤية شباب طموح مبدع بدأ باكتشاف مواهبه وتنميتها بشكل احترافي ليكون موهوباً محترفاً، ولتكون موهبته هي هوايته، وأن يصبح جل وقته ذا فائدة.
وللفن التشكيلي من هذه المواهب النصيب الأكبر، حيث أصبحنا نرى في كل يوم فناناً تشكيلياً واعداً بدأ من موهبته أولى خطوات الاحتراف ليكون في المستقبل علامةً فارقةً في ثقافة المملكة.
- الفنان التشكيلي الشاب صالح القرني فنان طموح رافقته موهبته منذ الطفولة وجرب العديد من المدارس والتقنيات الفنية ليجد نفسه في المدرسة الواقعية الكلاسيكية، يقول الفنان التشكيلي صالح القرني: (كانت بداياتي منذ سن الطفولة حيث أحب الرسم والتصوير والخط العربي والفنون البصرية بشكل عام، ولكن ممارستي لها كانت بشكل متقطع حتى عام 2018 قررت التركيز على هذه الهواية وتخصصت بالرسم بالحبر الجاف، وفي عام 2019 سافرت إلى أوروبا وزرت العديد من المتاحف مثل اللوفر وغيره، وازداد ولعي وشغفي باللوحات الكلاسيكية لعصر النهضة والعصر الذهبي الهولندي، حينها قررت التعمق أكثر والتثقف في تقنيات الرسم بالألوان الزيتية وتنوع أساليبه وتعدد مدارسه، وقررت في بداية هذه السنة 2021 الدخول في عالم الألوان الزيتية، وتطبيق ما تعلمته خلال الفترة السابقة حيث إن التغذية البصرية ومحاكاة اللوحات العالمية والرسم بشكل يومي بمعدل 6 ساعات طورت مهاراتي بشكل سريع ولله الحمد، وأنتجت منذ بداية السنة حوالي 60-70 لوحة بورتريه كلاسيكية. كأي شاب طموح وضعت أهدافاً كثيرة وأسعى لتحقيقها بإذن الله، من أهمها تخليد اسمي في تاريخ الفن محليًا وإقليميًا وعالميًا، وهذا يأتي بثمن وبتعب ومجهود وتطوير مستمر. وبالطبع وجدت الدعم المعنوي من العائلة والأصدقاء والفنانين في هذا المجال، شجعني ذلك على الاستمرارية لتحقيق طموحاتي وأهدافي).
- الفنانة التشكيلية الشابة طرفة الأحمري، كان الرسم متنفساً لها منذ الطفولة وسعت لتطوير موهبتها بكل الوسائل المتاحة حتى استقرت مع المدرسة التعبيرية والتجريدية، تقول الفنانة التشكيلة طرفة الأحمري: (بداياتي كانت منذ الطفولة فكنت أبرز كثيراً في حصص الفنية، حيث كانت تُعلق لوحاتي في فناء المدرسة دائماً، كما أني كُنت في سنواتي الجامعية أرسم أيضاً حتى على جذوع الأشجار في بهو الجامعة، وذلك دائماً يجعلني أستمر في التقدم في الفن لأنه بمثابة متنفس لي وعوالم أخرى. تأثرت كثيراً بالمدرسة التأثيرية والمدرسة التجريدية ولي نظرية في هذا الفن! ولا تعني الإساءة لأي فن آخر لكن الواقعية غالباً تقتل المتعة وتصيبنا بالملل، نحن دائماً نحتاج لأشياء بعيدة عن الواقع أياً كان! تُرسم بطريقة أخرى تُرسم بالشخصية وبالعواطف والمشاعر والمواقف لا تُرسم بالسنتيمتر أو عالية الدقة.. نحتاج أن ننبهر ونقف دائماً متأملين لماذا رُسمت هكذا؟ ما كُل هذا السحر والجمال!
طموحي الفني أن أقفز دفعة واحدة لأعلى درجات الفنون والتأثير.. لأفخر بآراء واقتناء المتذوقين للفن والفنيين لأعمالي، لأن في الفن الذي أقدمه رسائل عميقة وبالغة المعنى لها تفاسير عدة! وذلك ما يميزني.
ومحفزاتي للاستمرار هي: كجواب غير معتاد! مزهرية ورود جميلة وكوب قهوة وشوكلاتة لذيذة بخلفية موسيقى رائعة.. هذه أمور كفيلة بصنع أجمل وأعمق اللوحات! كإجابة معتادة! زيادة المعارض الفنية والاختلاط بالفنانين بكل تأكيد).
- الفنانة التشكيلة «منوة العنزي» هي من أبطال الصحة، كانت تجربتها الفنية عبارة عن (اسكتشات جميلة بقلم رصاص) تجمع فيها بين موهبتها وأفكارها حتى أُتيحت لها فرصة التعرف أكثر على الفن ليكون له الأثر الكبير على تطور هذه الموهبة من هواية إلى فن، تقول الفنانة التشكيلة منوة العنزي: (كنت أرسم منذ الصغر فقط بقلم رصاص وورقة ولكن بدايتي الفعلية عن طريق الصدفة من صديقة لي تعمل معي في مجال الصحة، أضافتني في مجموعة من الموهوبين في وزارة الصحة فكان أول انطلاقه لي بالألوان عن طريق ورشة عمل في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية جسفت استخدمت حينها الألوان واكتشفت نفسي وقدراتي. المدرسة الفنية التي تأثرت فيها منذ الصغر وما زالت هي المدرسة الأم المدرسة الكلاسيكية والواقعية.
اكتشفت نفسي فيها أكثر، استخدام الألوان كان له دور كبير في واقعية اللوحة في مخيلتي عوضاً من الأسود والأبيض فقط.
عندما تمتلك مشاعر كبيرة وأسراراً كثيرة ولا تستطيع التعبير عنها فالفن التشكيلي هو المساحة الحرة لتفريغ هذه المشاعر والبحث عن الذات وكشف غموض الروح مما يجعلني أستمر. هدفي دائماً بعد التطور ومعرفة الفن بشكل أدق هو الوصول للوحة واحدة كاملة في تفاصيل كثيرة وغامضة تكون بصمة لي في عالم الفن الكبير).
- الفنان التشكيلي الشاب «مهند بحاري» فنان طموح أشغلته التفاصيل الدقيقة بين واقع وسريالية جمع فيها أفكاره لينتج أعمالاً فنية في غاية الجمال، يقول الفنان التشكيلي مهند بحاري: (بداياتي كنت بسيطة قبل 5 سنوات. كانت كأي بداية قلم رصاص وذلك الدفتر الصغير ورسماتي بنمط التشابي البسيط والأنمي وكان التطور على مراحل وبعد تجارب كثيرة من الأدوات والوسائط إلى أن استقريت بأداة رئيسية واحدة هي الحبر السائل، أنا وصلت لمرحلة متقدمة وأطمح للمزيد. ما جذبني لهذا التكنيك كان باختصار الدهشة!. دهشتي في تكوينات خيالي حين أرسم أو حين أبدأ في أي عمل فني حين أكونها ما بين الموضوع الرئيس والإضافات ما بين زخارف، أشخاص، تاريخ، تراث، ورسوم هندسية. لدي طموح كبير أريد من خلاله إثبات نفسي في مجالي الحالي مجال الحبر وبشكل مختلف يميزني عن غيري).
- الفنانة التشكيلة الشابة «العنود بن دهيم» بدأت بالواقعية ورسوم البورتريه والأشخاص بشكل تصويري إلى أن وجدت ضالتها في المدرسة التجريدية، بأعمال فنية مميزة بمواضيع مختلفة وهوية فنية واحدة.. تقول الفنانة التشكيلة العنود بن دهيم: (بدايتي كانت بسيطة، كنت أرسم في سن مبكرة للمتعة فقط، دون التفكير في شيء آخر، حتى وجدت طريقي يميل بشكل تلقائي للمدرسة التجريدية، أحببتها جداً، حيث إنها تجردك من الواقع لتصب تفكيرك والهامك في اللوحة والفكرة فقط. المدرسة التجريدية تمكنك من إيصال رسائلك بشكل مبهم، دون توضيح المعالم عن طريق الألوان والحركات والخيال من خلال خطوط وانحناءات اللوحة، حيث تمكن القراء من رؤيتها بشكل مختلف. أطمح أن أتمكن من إيصال رسائلي لكافة طبقات المجتمع، بحيث يصبح لي بصمة متميزة في هذا المجال، وأن أصنع لاسمي هوية فنية في المملكة وخارجها).
- الفنانة التشكيلة الشابة قمراء الحميدان بدأت موهبتها منذ الصغر وعاشت معها طفولتها وشبابها لتصبح جزءاً منها، جربت الرسم في العديد من المدارس الفنية لتجد ذاتها في بعضها، تقول الفنانة التشكيلة قمراء الحميدان: (كان الرسم بالنسبة لي هواية منذ الصغر، رافقني في كل مراحل عمري إلى أن أصبح جزءاً لا يتجزأ مني طورته بالممارسة وبعض الورش التدريبية. المدرسة التجريدية والتأثيرية أكثر المدارس التي كان لها وقعها في نفسي حيث وجدت فيها نفسي. الرسم بالنسبة لي فضفضة من نوع خاص يشبه الموسيقى بإيصال الإحساس وتأثيرها.
كنت أحتكره بيني وبين نفسي الى أن آن له الأوان أن يخرج لمن حولي، وكان وقعه جميلاً بأن كانوا يد العون لي، ومن ثم أصبح لبرامج التواصل الاجتماعي القدر الأكبر حيث نقلني لعالم أوسع وأشمل. بدأت أرى طريقي الفني بوضوح حيث كان التعرف وتلقي الخبرات المختلفة من شخصيات عديدة في الفنون التشكيلية. دائماً أطمح لأن أصل بفني لمراحل الاحتراف وبإذن الله سوف أصل).
** **
- عبدالله عبدالرحمن الخفاجي
تويتر: al_khafajii