مها محمد الشريف
لقد أصبحت الحاجة ملحة إلى أدوات التعلُّم عن بُعد، وتطلب ذلك درجة عالية من القدرة على رؤية الأشياء من منظور جديد فكلما تطورت الحياة وتفاعلت ظهرت متغيرات جديدة واقتضى الأمر بالاستفادة منها، ومن الإنصاف أن نشيد بهذه التجربة التي أثبتت النتائج نجاحها، وكان في ضوء التدابير التي تَتخذها المدارس حول العالم لمواجهة فيروس كورونا (كوفيد-19).
إن مثل هذه الظروف التي واجهت العالم بدون استثناء ضرورة فرضها الوباء وتنامت الفرص أمام الجميع ضمن فعل تواصلي حققت المملكة منه الأهداف والغايات بوسائل تقنية حديثة، وتفوقت على كثير من الدول المتقدمة في هذا الإطار وتعد تجربة التعلم عن بعد بمثابة مساعدة للمدارس والمُعلِّمين والطلاب وعائلاتهم في الاستفادة من هذه التجربة، ولكل عصر وظرف أفكار تسود فيه وإن كانت في الغالب باهظة التكاليف، ولكن تظل نسبة حاجة الطالب لتسجيل الدخول إلى حسابه في المنظومة التعليمية ضرورياً بمساعدة الأهل، خاصة وأن يمكن للطلاب والمعلمين في المؤسسات المؤهلة التسجيل في Microsoft 365 Education مجاناً. حيث يستطيع الطلاب تسجيل الدخول إلى حسابات المؤسسة التعليمية الخاصة بهم في Office.com، ويمكنهم الوصول إلى Microsoft Teams وWord وPowerPoint وExcel والمزيد من الصفحة الرئيسية، وفتح تطبيقات Office في مستعرض الويب لديهم.
ومن ثم يمكن الوصول إلى Microsoft Teams عبر الإنترنت أو تنزيله على جهاز المنزل أو جهاز محمول. ومن خلاله يستكشف دليل التشغيل السريع الذي يمكّن الطالب من بدء استخدام Teams على الفور. وبهذا الوسيط تتكون روح الاجتماع أولاً وروح التعلم ثانيا أحوال نفسية جديدة ولهما تأثير يبلغ مبلغه في الزمن الحاضر، فالاستعدادات كبيرة والبذل والجهود متميزة من الدولة للمنظومة التعليمية كاملة والتي تشمل 7 ملايين طالب وطالبة و900 ألف كادر تعليمي وأكثر من 30 جامعة حكومية وأهلية ومئات المعاهد والكليات التقنية.
ومسؤولية قرار استئناف الدراسة مسؤولية تكاملية وتضامنية بين الجهات الحكومية وهو قرار توافقي بين وزارة التعليم ووزارة الصحة ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة تقويم التعليم، وقد جاء قرار التعليم عن بعد بما يحقق تطلعات القيادة -حفظها الله- في وصول التعليم للجميع، والمحافظة على سلامة الطلاب والطالبات، وأعضاء الهيئة التعليمية. حسبما ما تفضل به وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ.
التعليم عن بعد فرضته الضرورة لكن من الممكن ان يصبح هو مستقبل التعليم في العالم وتتحول المدارس والجامعات إلى افتراضية في الكثير من التخصصات والمقررات، ومن المهم أن يبدأ المجتمع بتقبله والتعامل معه والمساهمة في إبداء الآراء لتطويره بدلاً من رفضه أونقده بطريقة غير بناءة ومن المهم في الفترة الحالية أن تتعاون الأسر مع وزارة التعليم ممثلة بالمدارس في الوصول لأفضل النتائج لتقليل أثر الانتقال الاستثنائي للتعليم عن بعد بدلاً من الحضور للمدارس والجامعات.
ويستدعي هذا التنوع دراسة شاملة تقوم على التحليل والمقارنة بين مختلف الاتجاهات والآراء واستخلاص ما يمكن استخلاصه من نتائج، وحسبنا الآن الإشارة إلى التطور الكبير الذي أنتجته هذه التجربة، فالكل هنا يتقن التواصل الكترونيا ويجيد الدخول على المنصات التعليمية من الأطفال وجميع الفئات العمرية وأصبحت المعرفة العلمية التقنية نسيجا جماعيا وليست حصرا لأفراد منزوين على أنفسهم.