عثمان أبوبكر مالي
(خيرها في غيرها، وهارد لك، وما قصرتوا) وعبارات أخرى للترضية والمواساة وأخذ الخاطر، تعبنا ونحن نرددها، بعد كل مشاركة خارجية لمنتخبات كرة القدم في المحافل الإقليمية والقارية والدولية، وآخرها (أولمبياد طوكيو) التي يختتم فيها الأخضر الأولمبي اليوم مشاركته (الشرفية) أمام البرازيل، دون أن يحصد أي نقطة في مباراتيه الماضيتين، وخسر أمام منتخبي ساحل العاج وألمانيا، ليكمل بذلك ثماني مباريات في ثالث أولمبياد، من غير فوز أو حتى نقطة من تعادل، ويغادر (مكرراً) من دور المجموعات، مع كل أسف
أن سنوات العمر للرياضة السعودية، ومشاركات الكرة والمنتخبات السعودية في البطولات العالمية، يفترض أنها تجاوزت مرحلة التجارب ومرحلة المشاركة لمجرد المشاركة، خاصة مع توالي الحضور، ومع ما تجده الرياضة والمنتخبات السعودية من اهتمام وبذل ورعاية وصرف وميزانيات تخصص لتهيئتها وتجهيزها بكل الوسائل والطرق، ومع ذلك تستمر النتائج المخيبة والخذلان والهزائم غير المقبولة، الأمر الذي يدعوا إلى ضرورة التوقف والاهتمام لما يحدث ومراجعته من قبل اللجنة الأولمبية السعودية مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، وخبراء اللعبة من الأسماء الرياضية ذات التجارب والخبرة والفكر والدراية في اللعبة، سواء من نجومها الدوليين الكبار (السابقين) والإداريين أصحاب التاريخ وتجارب العمل القاري والدولي وأيضاً المدربين المتمرسين، وحتى الإعلاميين أصحاب سنوات العطاء والاطلاع والممارسة والمشاركات الخارجية، لابد من مشاركتهم والاستماع إليهم والالتقاء بهم في (ورشة عمل) موسعة ومفتوحة ومنظمة يتم من خلالها التعرف على سبل وكيفية الاستفادة من تجاوز تكرار إخفاق المشاركات وعدم تحقيق الحد الأدنى من الطموح والتطلعات والاكتفاء بتواجد رمزي في البطولات لا يتجاوز دور المجموعات، سواء في الأولمبياد أو في المونديال.
من سنوات يطرأ دوماً في عقل الكثيرين سؤال كبير وعريض ومثير في نفس الوقت هو كيف الأخضر السعودي الذي بهر العالم في أول مشاركة له في نهائيات كاس العالم بأمريكا عام 1994م (أي قبل قرابة 30 عاماً) وتأهل لدور الستة عشر (ثاني منتخب عربي يتأهل لدور الستة عشر في كأس العالم) لم يستطع بعدها الوصول إلى الأولمبياد سوى مرتين فقط ( 1996 و 2020 ) وجاءت نتائجه فيهما (مخيبة) للتطلعات والآمال المعقودة؟ صحيح أن الأولمبياد مشاركة سنية؛ لكن المنتخبات السنية هي عادة أقوى (المؤشرات) لواقع اللعبة في أي بلد ومستقبلها المنتظر.
ليس من المعقول أن يبقى واقع الكرة السعودية بعد كل التجارب والسنوات، لا يتجاوز الصعيد الإقليمي والقاري، خاصة على صعيد المنتخبات السنية، لكنها تخفق دولياً وتسجل فشلاً ذريعاً ومتكرراً، والسبب هو أن (نمط) العمل لا يتغير كثيراً في الأجهزة المسؤولة عن اللعبة والمنتخبات السنية، بل قد لا يتغير سوى الأسماء في الأجهزة الإدارية والفنية وقائمة المشاركة بينما الفكر هو نفسه والخطوات مستنسخة والمحصلة النهائية (لم ينجح أحد).
لقد آن الأوان لأن يتوقف ذلك عند ذلك الحد، ويبدأ العمل والبحث عن تقدم مختلف من الأولمبياد القادم، يتواكب مع التطلعات والآمال والأعمال وأيضاً النشاط والفكر الرياضي الشاب الذي يقود مرحلة الرياضة والكرة السعودية اليوم، ولا يناسبها أن تستمر النتائج مقرونة بعبارة (لم ينجح أحد).
كلام مشفر
* دائماً يكون العام الأولمبي نهاية حصاد مرحلة عمل (فترة أولمبية) استمرت على الأقل أربع سنوات، ويأتي بعدها العمل والإعداد للأولمبياد القادم بداية مرحلة الإعداد والتجهيز لفترة أولمبية جديدة يكون حصادها في الأولمبياد التالي بعد أربع سنوات، وهذا ما يحصل في العالم كله، خاصة الدول التي لا تحقق نتائج أو تكون مشاركاتها ضعيفة ومن محصلة (لم ينجح أحد).
* الأولمبياد القادم الذي يحمل الرقم (الثالث والثلاثون) سيقام في باريس صيف عام 2024م، كل العالم سيبدأ العمل والإعداد للمشاركة فيه اعتباراً من الثامن من أغسطس القادم بمجرد انتهاء الأولمبياد الحالي (أولمبياد طوكيو) وأول خطوات العمل الحقيقي هو بلا شك الوقوف على الأخطاء والسلبيات لتجاوزها، وأهم الخطوات (التغيير) تغيير الأسماء بجيل عملي شاب يواكب الطموحات التي بلغت عنان السماء.
* أمام البرازيل سيكون اللقاء الأخير للأخضر الأولمبي في طوكيو، مباراة للتاريخ سيؤديها اللاعبون من غير ضغوط بعد أن ودعوا المنافسة مبكراً، ويبقى المتاح ترك (بصمة طوكيو) في آخر ظهور، من حيث الأداء والمستوى والنتيجة أيضاً، والأهم (المظهر العام) وأداء المجموعة وتقديم (روح الفريق الواحد) التي ضربت الفريق في مقتل خلال المباراتين الماضيتين، وخاصة أمام ألمانيا.