بعد انقضاء السنة الدراسية الأولى 1395-1396 هـ من الإيفاد للعمل حيث مدة الإيفاد أربع سنوات فقط بالوفاء والتمام حيث سيأتي الحديث عن ذلك والسنة الدراسية هذه في المدرسة الباكستانية والتي إجازتها تبدأ قبل إجازة وزارة التربية والتعليم بشهر على الأقل حيث لدى الوزارة روتين ممل يمكث المعلمون بالعمل بعد انتهاء العام الدراسي بحدود الشهر تقريباً بحجة تدقيق النتائج.
المهم بالنسبة لي بعد أن ودعت زملائي في المدرسة، وكنت مستعداً للسفر لقضاء الإجازة الطويلة لكن ليس جواً وإنما قمت بشراء سيارة جديدة وهي ماتسمى (جيب) وكان الطريق مابين دولة الإمارات والمملكة شبه منتهٍ، المهم توكلنا على الله وغادرنا الشارقة قبل صلاة الفجر، وكان الطريق غير مزدوج، وعند الظهركنا قد أنهينا إجراءات المغادرة من مركز السلع الإماراتي وعند السير مع الطريق الجديد الذي به بعض الرتوش كان هناك قطع من الحديد مغروزة على جانب الطريق لايراها الناظر مما جعلني أمر عليها دون رؤيتها فتعطل عندي إطاران وكان الجو حاراً والمركز لايوجد به محلات للبنشر آنذاك والعائلة معي فوقعت في مشكلة في الحقيقة كانت حادة بالنسبة لي حيث الجو حار، وأماكن تبديل البنشر غير متوفرة في المركز أوغيره والعائلة معي وفي أثناء التفكير في المشكلة التي في الحقيقة ليس لديَّ حل لها وإذا بالتسهيل والتوفيق يأتي من الله سبحانه حيث مرَّ مهندس من الشركة التي عملت الطريق وتوقف -جزاه الله خيراً- وكان من الجنسية الباكستانية وأخبرته بالمشكلة، وبالطبع كان الحديث معه باللغة الأردية التي تعلمتها فماكان منه إلا أن قال الحل سأذهب إلى الكَنْبْ مقر الشركة بالإطارين وأعملهما وأحضرهما أو تركبون معي لمقر الشركة ترتاحون هناك وأقوم أنا والعمال بعمل اللازم وقد طمأنني بالأمان حيث في الشركة مقر للعوائل فأجبته بأنني أفضل البقاء والانتظار ريثما تقومون بإصلاح الإطارين فتفهم الموضوع وخلال نصف ساعة كل شيء -بحمد الله- على مايرام وبعد الانتهاء دعاني إلى الشركة للراحة حيث الجو رطب وحار، وكذا تناول طعام الغداء في مطعم الشركة المليء بالعوائل وفعلاً وافقت وذهبنا لمقر الشركة وأدخلنا في المطعم الكبير المليء بالعوائل كما ذكرت وكان الطعام منوعاً ويتم بطريقة اخدم نفسك ارتحنا وعند الانتهاء من الغداء أردنا المغادرة فأحضر الباكستاني عائلته وطلب منا الراحة لديه إلى ما بعد العصر مع توسله بذلك فوافقنا وذهبنا إلى مقر سكنه وأدخلنا بغرفة جميلة ذات تكييف مركزي وبها دورة مياه خاصة وأعطانا مفتاحها وطلب منا الراحة وفعلاً كنا محتاجين للراحة من عناء السفر وقبل صلاة العصر خرجنا وطلبت منه الإذن بالسماح لنا بالسفر بعد تناول الشاي الباكستاني طبعاً ( شاي مع الحليب) حتى ندرك مراكز السفر القطرية قبل الليل حيث الطريق سابقاً يلزمك الدخول عن طريق قطر فودعنا وعائلته- جزاهملله خيرا- وأخرجت مبلغاً من المال لإعطائه إياه فرفض بشدة وطلب مني الدعاء له وعائلته وأن أعاود الزيارة مرة أخرى كلما مررت مع هذا الطريق وفعلاً كررت زيارته عدة مرات وصار بيني وبينه صداقة متينة جدا حتى نهاية عملي بدولة الإمارات، وقد استمرت العلاقة بيني وبينه حتى- توفاه الله- قبل مدة في باكستان -غفرالله له ورحمه- ومازالت الصلة بيني وبين ابنيه إلى الآن وأمورهم وأحوالهم ممتازة جدا وقد زرتهم في لاهور قبل خمس سنوات وتلك ذكريات أخرى،..
قد يقول قائل ما العلاقة بين ذاكرة التعليم وهذه القصة فأجيب أن الهدف هو أخذ العبرة والدروس الكثيرة منها.. والتي لها فوائد عديدة.. ودعنا صاحبنا الباكستاني (محمود خليل زاده) -رحمه الله- وفعلاً بحمد الله أدركنا المراكز القطرية قبل الإغلاق ليلاً ثم توجهنا إلى مدينة الدوحة العاصمة القطرية للمبيت بها وفي الصباح واصلنا السير وخرجنا من قطر ودخلنا إلى بلادنا عن طريق مركز سلوى ثم وصلنا إلى الأحساء وزرنا الخال عبد العزيز -رحمه الله- حيث كان يسكن الأحساء ومن ثم واصلنا السير حتى الرياض ومنها إلى الزلفي حيث قضينا الإجازة بها- بحمدالله- وبعد انتهاء الإجازة غادرنا الرياض للإمارات عن طريق الجو حيث تم بيع السيارة بمبلغ جميل انتهى.. يتبع....
** **
d.salehalhamad@hotmail.com