«الجزيرة» - وكالات:
اكتشف علماء الآثار حطام سفينة عمرها 2200 عام في البحر الأبيض المتوسط، غرقت بعد أن ضربتها كتل متساقطة مع تدمير معبد آمون خلال زلزال كبير. واكتُشف الحطام - إلى جانب بقايا منطقة جنائزية - تحت مدينة هيراكليون القديمة (Heracleion)، والتي سقطت في الماء بعد أن دمرتها الزلازل منذ ما يقرب من 1200 عام. وأشار الخبراء إلى أن السفينة، المعروفة باسم القادس السريع، يبلغ طولها 25 متراً وبُني هيكلها بعارضة مسطحة، وهو أمر شائع في الإبحار في نهر النيل والدلتا.
كما عثروا على شراع كبير وأدلة أخرى على أن «السفينة بنيت في مصر»، بحسب بيان صادر عن وزارة السياحة والآثار المصرية على فيسبوك. وغرقت السفينة «نتيجة انهيار المعبد وسقوط كتل ضخمة عليها خلال القرن الثاني قبل الميلاد، بسبب زلزال مدمر، وساهم سقوط هذه الكتل الحجرية في إبقاء السفينة أسفل القناة العميقة التي امتلأت الآن بأنقاض المعبد».
وكان الدفن مغطى أيضاً بكومة من الصخور، وهي عبارة عن تلة صغيرة، كانت تستخدم في العصور القديمة للإشارة إلى المدافن.
وقالت الوزارة لـ»رويترز»: «إن هذا الاكتشاف يوضح بشكل جميل وجود التجار اليونانيين الذين عاشوا في تلك المدينة، مشيرة إلى أن اليونانيين عاشوا هناك أيضاً في أواخر عهد السلالات الفرعونية.
وقال كبير الباحثين ورئيس المعهد الأوروبي لعلم الآثار تحت الماء، فرانك جوديو، في بيان، إن اكتشاف القوادس السريعة من هذه الفترة «نادر للغاية»، إنها واحدة من اثنتين فقط من السفن الباقية على هذا النحو: الأولى، مارسالا، التي بنيت عام 235 قبل الميلاد، اكتُشفت في عام 1971 في صقلية، وفقا لـ Artnet.
واكتُشف الحطام، إلى جانب بقايا منطقة جنائزية، باستخدام نوع جديد من السونار، وفي المنطقة الجنائزية، اكتشف الخبراء فخارا متقنا وتميمة ذهبية للإله المصري Bes، والتي غالبا ما ترتبط بالولادة والخصوبة والجنس والفكاهة والحرب.
ويُعتقد أن هيراكليون كانت في قلب التجارة المتوسطية منذ أكثر من 1000 عام، وكانت مدينة هيراكليون واحدة من أهم المراكز التجارية في منطقة البحر الأبيض المتوسط قبل أن تختفي في ما يعرف الآن بخليج أبو قير. وأعاد علماء الآثار والمعهد الأوروبي للآثار تحت الماء اكتشاف هيراكليون، المعروفة أحياناً باسم Thônis-Heracleion (للأسماء المصرية واليونانية)، بالقرب من مطلع القرن الحادي والعشرين، ويقوم الخبراء بتحليلها منذ ذلك الحين.