الرياض - عوض مانع القحطاني:
شارك الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، يوم الجمعة الماضي، في ملتقى الخليج للأبحاث في دورته الحادية عشرة والذي ينظمه عن بعد مركز الخليج للأبحاث وجامعة كامبريدج.
وقال في كلمته لقد غير عام 2020 حياتنا، حيث إن عالم ما بعد جائحة كورونا لن يكون نفس العالم ما قبلها، الأمر الذي يتطلب العمل الجماعي لمواجهة تحديات جديدة وغير مسبوقة للسنوات القادمة، وكذلك العمل على استكشاف الفرص الجديدة، مؤكداً أن أحد أهم الدروس المستفادة من الجائحة هو أن العمل الجماعي هو الطريق الوحيد لمواجهة هذه التحديات، وأنه لا يمكن لأي دولة كانت أن تعمل بمعزل عن الآخرين في مواجهة هذه التحديات، وعلى الرغم من الأولوية القصوى التي تمثّلها التجارب الخاصة التي خاضتها الدول والأفراد في مواجهة جائحة كورونا إلا أن هناك تحديات أخرى تتطلب اهتمامنا الجماعي وغير المشتت، ولعل لقاءنا اليوم يوفر المنصة المناسبة لمناقشة بعض هذه التحديات التي تواجه العالم وإن كنت أرغب في كلمتي في تسليط الضوء على التحديات في منطقة الخليج العربي.
وأضاف الحجرف صادف الخامس والعشرون من مايو 2021م الذكرى الأربعين لتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث لعب المجلس دورًا مهمًا للغاية في تحقيق الاستقرار والحفاظ على السلم والأمن في المنطقة والعالم، وانخرط مجلس التعاون خلال السنوات الأربعين الماضية بشكل بناء مع المجتمع الدولي وأوفى بالتزاماته في مكافحة الإرهاب وتبني سياسة طاقة مسؤولة ومتوازنة للغاية تأخذ في الاعتبار مصالح كل من المنتجين والمستهلكين، كما استجاب مجلس التعاون للنداءات الإنسانية والإنمائية اللازمة.
وفي ذات الوقت وعلى الصعيد المحلي، تسعى دول مجلس التعاون في تنفيذ خطط التنمية الوطنية التي تركز علي تنمية رأس المال البشري والتنويع الاقتصادي وتحقيق مستويات المعيشة الجيدة، إلى جانب تطوير شامل للبني التحتية لدعم خطط التنمية، وعلى الرغم من أن السنوات الأربعين الماضية كانت مليئة بالتحديات إلا أن مسيرة مجلس التعاون ظلت قوية وراسخة أمام هذه التحديات.
وقال الحجرف عندما ننظر إلى المستقبل نجد هناك تحديات جديدة وحقيقية تواجه منطقه الخليج، بالإضافة إلى التحديات التي فرضتها الجائحة، والمتمثلة في أمن المنطقة الذي يعتبر ذا أهمية بالغة لأمن العالم، وهو الأمر الذي يحتاج إلى تسليط الضوء، وبينما يظل مجلس التعاون ملتزمًا بالحفاظ على الأمن الإقليمي وتعزيزه، نود أن نشارككم مخاوفنا ذات الأهمية القصوى، حيث يمثّل الوضع الراهن في العراق وسوريا ولبنان واليمن تهديداً واضحاً ومباشراً لأمن المنطقة واستقرارها، حيث يقف مجلس التعاون بحزم لدعم الالتزام بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، كما أن المجلس من أشد الداعين إلى احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهو الأمر المؤسف الذي لم تلتزم فيه إيران في سلوكها لزعزعة استقرار المنطقة، ناهيك عن البرنامج النووي الإيراني والصواريخ الباليستية الإيرانية، ودعمها للميليشيات، وهو ما يجب أن تتضمنه محادثاتنا والتي يجب أن لا تكون مقصورة على إعادة العمل بخطة العمل الشاملة المشتركة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، يأتي التكامل الاقتصادي على قائمة أولويات العقد الخامس لمجلس التعاون، حيث إنه من أولوياتنا تعزيز المكانة الرائدة لدول مجلس التعاون في المنطقة والعالم، ولقد شهدنا خلال السنة الماضية رئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين، واستضافة الإمارات العربية المتحدة لاكسبو 2020، والمقرر انطلاقه في أكتوبر من هذا العام، واستضافة دولة قطر لكأس العالم لكرة القدم 2022، حيث تخلق الرؤى الوطنية وخطط التنمية في دول مجلس التعاون الزخم المناسب للتركيز على المستقبل واستغلال الفرص السانحة، مؤكداً العزم على مواصلة الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية وحماية مصالحنا الوطنية، وفي نفس الوقت مواصلة جهودنا المشتركة في تنفيذ خططنا من أجل مستقبل أفضل لنا وللمنطقة كافة.