د. محمد عبدالله الخازم
خلال جائحة كورونا اضطر الناس للعمل من منازلهم، فهل يستمر الأمر كذلك أم لا؟ نحتاج النظر للإيجابيات والسلبيات وماهو المطلوب لتجاوزها.
إيجابيات العمل عن بعد:-
1. تقليل أوقات التنقل من وإلى وخلال العمل.
2. تخفيض تكاليف الازدحام المروري وتلوث الهواء واستهلاك الطاقة.
3. تحقق وفورات في أسعار المنازل والإيجارات إذا يمكن الناس من الانتقال إلى مواقع أرخص وأبعد عن مقر العمل والاتصال عبر الإنترنت.
4. مكاسب الإنتاجية في بعض القطاعات أو على الأقل ليس هناك خسائر في الإنتاجية المتوقعة.
5. تعزيز التوازن بين العمل والأسرة. الأمر يفيد السيدات بشكل أكبر باعتبار التزامهن بمتطلبات الأسرة وتربية الأبناء بشكل أكبر.
6. تحكم أفضل في بيئة العمل الخاصة بالموظف فيما يتعلق بعوامل مثل درجة الحرارة والإضاءة والموسيقى والزملاء ..إلخ.
7. تحسين رضا بعض الموظفين الذين يناسبهم العمل المرن وبالتالي تحسين التوظيف والاستبقاء عليهم.
8. استيعاب قيود الإعاقة والمرض في التنقل وتهيئة المقرات والتعرض للمخاطر.
9. توفير دعم أو استعداد ضد العدوى في المستقبل التي من المرجح أن تتكرر.
10. الاستفادة مما استثمره الموظفون أنفسهم في تهيئة منازلهم للعمل عن بعد وتعلم التقنيات ذات العلاقة.
سلبيات العمل عن بعد:
1. التأثير على ثقافة المنظمة المكتوبة وغير المكتوبة وتتطلب التفاعل والحوار المباشر بين الموظفين والقيادات.
2. التأثير على فرص التدريب والتطوير الميدانية على رأس العمل بما في ذلك تطوير أساليب عمل جديدة.
3. عدم مناسبة العمل عن بعد لبعض المهن والأعمال التي لها متطلبات متنوعة.
4. صعوبة التقييم وقياس الإنتاجية في كثير من الأعمال عن بعد، وبالذات في مجالات تتعلق بالانضباطية والتواصل والمظهر والمهارات اليدوية وغيرها.
5. صعوبة حساب ساعات العمل وأوقاتها وقد يتضرر منها صاحب العمل والموظف كذلك. بعض الموظفين يشتكي أنه يعمل بشكل أكبر وعلى مدار 24 ساعة حينما يكون الأمر عن بعد.
6. تكاليف استحداث وتطوير وشراء برامج وتقنيات وخدمات حديثة تسهم في تيسير العمل عن بعد.
7. التأثير على رضا العملاء أو بعضهم الذين يحتاجون أو يرغبون في اللقاء المباشر مع الموظفين.
8. التأثير على قطاعات أخرى في العمل كالمتعلقة بالصيانة والعناية بالمباني وعدم الوضوح في الاحتفاظ بالمكاتب أو التخلص منها.
ماذا نحتاج؟
يبدو بأن الأمر يسير نحو استمرار أداء بعض الأعمال عن بعد بعد جائحة كورونا، لكن نجاح ذلك يتطلب تطوير أنظمة أو تشريعات تتعامل مع السلبيات والمتغيرات التي يحدثها العمل عن بعد، وأشرنا إلى بعضها أعلاه. قد يكون أحد الحلول مزيجا من العمل عن بعد والعمل حضورياً لتقليص حدة السلبيات أعلاه، وقد يكون في أنظمة تقييم وقياس إنتاجية وآليات ترقيات جديدة... إلخ.
الحلاصة، الأمر يتطلب أنظمة وتشريعات تحكم العمل عن بعد سواء كان بشكل كامل أو شكل جزئي، ونرجو أن تبادر الجهات التشريعية ذات العلاقة بالعمل وإدارة الموارد البشرية القيام بهذا الأمر.