د.عبدالعزيز الجار الله
جائحة كورونا (كوفيد -19) كشفت جانبا آخر من الذي تتمتع به السعودية من قيادة متمكنة، وإدارة نافذة ومنجزة ومما كشفته الجائحة هما:
- استلهام التجارب في إدارة الأزمات أثناء الكوارث.
- العمل الإنساني المفتوح والمستمر الذي تنتهجه السعودية عبر الأعمال التطوعية والمساعدات.
المملكة لها سجل ضخم وتاريخي في التعامل مع الأزمات والكوارث توج هذا السجل في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، يشرف عليه جراح وزير صحة سابق عرف عنه العمل الإنساني والتطوعي د. عبدالله الربيعة، آخر هذه الأعمال قبل أسبوع مدت السعودية الجسر الطبي إلى تونس، وأيضا قبل أيام دعمت السعودية دولة ماليزيا بالأجهزة والمستلزمات الطبية لمواجهة أزمة كورونا في البلدين تونس وماليزيا، فكانت المملكة قد تمرست في عمل إدارة الأزمات حتى أن أجهزتها الحكومية تجدها متحفزة دائما ومبادرة للعمل الإنساني والتطوعي داخلي وخارجي، ولديها خلفية مليئة بالمبادرة والتجارب نتيجة مشاركتها في مباشرة الأزمات المستمرة ومن أبرزها هذه التجارب:
- تجارب أزمات مواسم الحج وتكرارها السنوي على مدى أكثر من 80 سنة في تنظيم الحجيج وفي مجال الطب والصحة العامة، وتنظيم وفود الحجيج وتفويجهم بين المشاعر، والعمل على تلبية احتياجاتهم من القدوم وحتى المغادرة.
- العمل الإنساني زمن الحروب والمشكلات السياسية في العالم وبخاصة بالخليج العربي من عام 1980م الحرب العراقية الإيرانية وما تلاها من أزمات ثورات الربيع العربي 2010م آخرها عودة الشرعية لليمن عام 2015م ، وقبل هذا التاريخ حروب اليمن واستقلال الدول العربية، فقد كان للمملكة دور في معالجة انعكاسات ما خلفته الكوارث.
هذه المعطيات والسجل عزز ومكن لديها عامل إدارة الأزمات الشاملة مما جعلها تنجح في إدارتها الداخلية، فقد ظهر ذلك واضحا في أزمة كورونا منذ مارس 2020م أيام الحجر وإغلاق المطارات والمنافذ والحدود واتخاذ القرارات الصعبة في تعطيل التعليم والوزارات وتخصيص المستشفيات والفنادق لإصابات مرضى كورونا، فخرجت المملكة- بحمد الله- متعافية في الداخل ومدت يد العون للخارج.