علي الخزيم
العبارة أعلاه تُقرأ كثيراً بعالم (تويتر)؛ واجتهد برأيي حولها ومناسبة إبرازها بالنبذة التعريفية لبعض المُغردين والمُدَوِّنين، فالأكثرية جادّون في طرحهم ونقاشاتهم كالمثقفين والعلماء ونحوهم؛ فيعترضهم بعض الغوغائيين أو الجَدَلييِّن ممن يطارحونهم الآراء حول مسألة ما دون تمكُّن أو علم يسندهم بالنقاش، فيخوضون عابثين ويستهلكون الوقت والتفكير، وينتهي نقاشهم إلى صفر مؤكد من العلم والمعرفة، بل إن نتائج مداخلاتهم السلبية تجبر المُغرد الأول على قياس الضغط ومستوى سكر الدم بعد مداخلة المتفيقه (البثر) وأمثاله المجادلين لمجرد إظهار أنفسهم أنهم بمستوى مناقشة هذا المُفكِّر أو ذاك! وقد يلجأ المفكر صاحب الحساب الإلكتروني لاستخدام ما يُعرف بـ (بلوك) وهو حظر المتابع (الغثيث)، ومن العجيب أن (النَّشبه) المحظور يستغل هذا الحظر وينشره لغيره وبتعليق مفاده: أن المُثقف أو المفكر الفلاني عجز عن إقناعي ومجاراتي فعمد إلى حظري، وأقول: بأنه عجز عن مجاراتك وإقناعك ليس من نقص بعلمه؛ بل لأنه ابتلي بنفسية (أعيا من باقل) وهو رجل يُضرب به المثل بالعي والبلادة.
وبعضهم يكتب (الخاص ممنوع) أمام نبذته التعريفية لمجرد لفت الانتباه، وأزعم أن فتيات من بلاد شرقية وغربية يستخدمن هذا الأسلوب كدافع لبعض المراهقين لتتبع هذه التي لا تريد الخاص فيُمعِن بالمتابعة والتراسل حتى يقع بالمصيدة، غير أن منهن من ترى أنها فاتنة جاذبة لأعين الفضوليين فهي تعلن لهم مسبقاً أن لا مجال للتقرب والتودد، ولو أمعن المتابع النظر بالصورة المرفقة لأيقن بأنه توجُّه (نرجسي) يماثل ما صنعه اليوناني (نرجسوس) حين شاهد صورته بالماء وفقاً للأسطورة اليونانية! وهذه الحالة يفسرها بعض علماء النفس بأنها: الشعور الداخلي بالأهمية ومحاولة كسب ولفت نظر غيره، وفي كل الأحوال لا يجوز اتهام الجميع بهذا الشعور المُضطرب، وقد تكون حالات تَصْدُق عليها الأوصاف بحسب صورها المرفقة وتتأذى من الفضوليين العابثين بطرق ينقصها الأدب والتهذيب.
وبمناسبة حالات حَظْر المتابعين؛ فإن مُغرِّدين بارزين قد أدمنوا حَظْر عشرات من متابعيهم بزعم عدم التوافق بالآراء واعتبار بعضهم رعاعا لا يليق بصاحب الحساب استقبال ردودهم، أو مخاطبة ومناقشة أولئك العامة والدرجات الفكرية الدونية كما يزعم، بدليل كثرة الـ(بلوك) المُسجَّل على حسابه، وهو ما يُعاقِب به كل من يعترض رأيه أو يُعلِّق عليه بما لا يتفق مع طرحه، وقد لوحظ أن مغردين يَحْظُرون من يُصوِّب لهم لغوياً أو نص آية كريمة أوحديثاً شريفاً، وكأنهم فوق كل مغرد أو معصومون من الأخطاء، ويحضرني ما مر خلال متابعات عابرة لبعض الحسابات ولاسيما من صغار السن فتجده قد دوَّن كتعريف له بأن هذا حسابه الرسمي وأن أي حساب غيره باسمه فهو مُزور؛ وحين تتأمل عدد متابعيه تجدهم 6 وتغريداته لا تتجاوز 12 تتمحور حول فريقه أو لاعبه الكروي المفضل، وحتى الآن لم أفهم لماذا يؤكد بعضهم بأن هذا هو حسابه الرسمي، فمن أين اكتسب الرسمية وما هي شخصيته الاعتبارية، وهل هو حساب لوزارة أو مؤسسة حكومية أو شركة عملاقة مثلاً؟!