في إجازة نهاية الأسبوع وكعادته الشهرية مع لفيف من الأقارب والأصدقاء خرج خالد بعيداً خارج بنيان وصخب المدينة، في أطراف واحة بريّة هادئة بين الكثبان الرملية المشبّعة برائحة المطر وهي تتزين بالشجيرات المتفرقة. يحمل خالد عبء التطوير ورضا المستفيد في منظمته التي يعمل بها، ولديه روح ساحرة تشعل في نفوس الآخرين قيمة الإنتاجية والعمل. تذكر خالد اللحظات المضنية من الكفاح والاجتهاد في العمل! في الشهور الماضية وبعد سنوات بدأ يتسلل لنفس خالد الاحتراق الوظيفي لأسباب عديدة يتعرض لها كل منّا.
بدأت الدردشات الأخوية الجادة والفكاهية في الطلعة البرية، ولكن خالد وحده مستغرق في الأفكار الداخلية عن فيروس الاحتراق والإجهاد الذي بدأ ينخر في حياته وعمله حتى كسر حديث أحد الأصدقاء عزلته وأصغى له وهو يقول: «لقد أطلق سمو أمير منطقة الجوف جائزة الجوف للتميز والإبداع»! أرخى خالد جوارحه نحو هذا الصديق وهو يعدد المجالات التي تتضمنها الجائزة حتى وصل لمحور «الموظف المثالي».
بعد نهاية حديث هذا الصديق وقف خالد شامخاً في مكانه ثم هتف بالجميع: «يا أحبة ونحن في هذا الأنس والأمن والنعم التي حبانا الله عز وجل بها في بلدنا، وحينما سمعت صديقنا يتحدث عن جائزة سمو أمير المنطقة لا يسعني إلا أن أقول ماذا نريد أكثر من أن رأس الهرم في منطقتنا يسعى ويسهر ويحفز فينا كل طموح. يا أحبة نغبط أنفسنا على مثل هذه الالتفاتات التي ترسلها لنا قياداتنا في المملكة. وبغض النظر سواء حصلت على الجائزة أو حصل عليها من هو أكفأ مني إلا أن هذا لمس فيني الجرح وشحذ الهمّة وهو تأصيل لعمق الرؤية لدى قيادتنا في تشجيع المنظمات والأفراد المكافحين والطامحين للعلا دوماً».
عاد خالد لمنزله وعمله وفي جعبته الكثير نحو التنافس الشريف «فكلنا رابح» وراح يطلع على المعايير والممارسات والأنشطة والفعاليات التي تحويها الأدلة الإرشادية للجائزة وانبعثت روح خالد العملية من جديد.